تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المؤتمر العام لطلبة سورية... محطة مهمة لرسم استراتيجية السنوات الخمس القادمة

تقارير
الثلاثاء 30-3-2010م
عبير ونوس

مسيرة التقدم مرهونة بالعمل، ومن يعمل يصب في مواقع ويخطئ في أخرى لذلك لابد لكل طامح بالنجاح من وقفة مع الذات ليصوب أداءه بتعزيز الإيجابي منه، وتجاوز السلبي،

انطلاقاً من ذلك يعقد الاتحاد الوطني لطلبة سورية مؤتمره العام الرابع عشر، ساعياً بطروحاته وتطلعاته ليكون أكثر انسجاماً مع شريحة الشباب التي يمثلها وتلبية لطموحاته وقدرة على محاكاة كل جديد يشهده المحيط عموماً.‏

محطة مهمة‏

ماذا يشكل المؤتمر لقيادة الاتحاد؟ وما أولوياته للسنوات الخمس القادمة؟ وأين هو مما يشهده الوطن من أحداث، ومما تشهده العملية التعليمية في جامعاتنا ومعاهدنا؟ وماذا قدم للدارسين في الخارج؟.‏

عناوين كثيرة كانت محور اللقاء الإعلامي مع رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية المهندس عمار ساعاتي الذي أكد بداية أن المؤتمر الذي سيعقد اليوم تحت شعار «بالعلم والمعرفة نبني سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد» على مدرج كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق يشكل منعطفاً مهماً في حياة المنظمة والتاريخ الطلابي كونه السلطة التشريعية الأعلى في الاتحاد، ويعقد مرة كل خمس سنوات ليتم فيه تقييم عمل المكتب التنفيذي والاتحاد بشكل عام خلال السنوات الخمس الماضية والخروج بقرارات وتوصيات ترسم استراتيجية المنظمة وخطط عملها للسنوات الخمس القادمة، وينتخب أعضاء المؤتمر العام البالغ عددهم 365 عضواً في جلستهم الختامية المجلس المركزي وعدد أعضائه 71 عضواً والذي بدوره ينتخب في أول اجتماع له المكتب التنفيذي للاتحاد، لذلك يعد المؤتمر بالنسبة لنا كقيادة اتحاد وللمجلس المركزي محطة مهمة انطلاقاً من المناقشات التي يشهدها والقضايا المطروحة فيه، وجلسات الحوار واللقاءات التي تتم بكل شفافية وجرأة وحس عال بالمسؤولية.‏

أولوياتنا‏

سيناقش المؤتمر العام جملة من القضايا والمواضيع في مقدمتها حسبما أشار المهندس ساعاتي العمل التطوعي.. «آلياته والنتائج التي تحققت على هذا الصعيد خلال السنوات الماضية ولاسيما الأخيرتين منهما» مشيراً إلى أن هذا الأمر سيحتل مكاناً متميزاً في الاستراتيجية المقبلة للاتحاد، انطلاقاً من الحرص على نشر وتكريس ثقافة التطوع في مجتمعنا ولاسيما بين الطلبة وذلك بالتعاون مع الجهات الرسمية والجمعيات الأهلية من خلال الهيئة الشبابية للعمل التطوعي.‏

وأضاف مبيناً أن العمل التطوعي لم يأخذ مساره الصحيح إلا بعد ملتقى «الشباب العربي للعمل التطوعي» الذي رعته السيدة أسماء الأسد راسمة من خلاله الطريق الذي سنسلكه لنحقق النجاح تلو الآخر في نشر ثقافة التطوع، مؤكداً أن المنظمة تفخر بوجود ألفي متطوع في صفوفها وتعتبر هذا الرقم على تواضعه إنجازاً حقيقياً لأنهم جميعاً بادروا بدافع ذاتي دون تكليف بمهمة.‏

ومن المواضيع التي وضعها المؤتمر ضمن أولوياته الاستراتيجية المقبلة تعزيز ثقافة المقاومة وأن نكون كمنظمة على الدوام في مقدمة الحراك السياسي الطلابي، إلى جانب سعينا وحرصنا بالوصول الحقيقي لكل شاب وشابة في سورية لأننا لم نتمكن بعد من الوصول للجميع، لذلك نعمل على إيجاد الآلية التي تجعلنا أكثر قرباً منهم وتعزيز وجودنا كمنظمة طلابية.‏

وعن تقصير الاتحاد بموضوع الرياضة على أهميتها في بناء الشباب أكد م. ساعاتي أن السبب نقص الإمكانيات والمنشآت، وتأمينها بالشكل المطلوب يحتاج لهيئة تعنى بهذا الجانب ونوه بأنه بعد المؤتمر سيتم إحداثها لتتولى المهام المناطة بها والكفيلة برفع سوية الرياضة.‏

شبابنا في مقدمة‏

الحراك السياسي‏

وعن تواجد الطلبة وحضورهم الفاعل في المناسبات المختلفة التي يشهدها الوطن أكد رئيس الاتحاد أن المنظمة بكل فخر كانت في مقدمة الحراك السياسي للشارع بأصعب الظروف التي مرت بها سورية، والشباب كما نعلم جميعاً هم الشريحة الأهم في كل مجتمع والأكثر حماساً واندفاعاً وولاء لأن مرحلة الشباب.‏

وأضاف قائلاً: باعتراف الجميع شبابنا كانوا في الطليعة في أكثر من حدث ومناسبة وحراكنا لم يكن بناء على قرارات أو توجيهات بل على إدراك طلبتنا لهول الخطر المحدق ببلدهم وهذا ما جسدوه في المسيرة الحاشدة التي جمعتهم من كل محافظات القطر مطلقين صرخة غضب على الحملات الشرسة التي طالت سورية وقائدها مؤكدين وقوفهم خلف قيادته بعزم وإيمان.‏

معاهدنا غير مرضية ..‏

قيادة الاتحاد مهتمة جداً بالنقاشات والنتائج التي تصدر عن اللجان المكونة للمؤتمر والبالغ عددها أحد عشر لجنة تبدأ باللجنة السياسية وتنتهي بلجنة قضايا الطلاب والمعاهد تحديداً، التي بات الوضع فيها مزرياً ويفتقر لأدنى مقومات ومستلزمات العملية التعليمية والكلام للمهندس ساعاتي الذي أضاف: مؤخراً صدرت دراسة تبين واقع حال كل معهد فهناك معاهد لاتزال تعمل بمناهج دراسية متأخرة مضى عليها قرابة العشرين سنة، إذاً ما جدوى خريجيها الذين تضخهم إلى سوق العمل طالما لا يلبون حاجته.‏

وتابع مبيناً أنه عقدت مئات الاجتماعات وأنجزت أربع دراسات جميعها وضعت أمام الجهات المسؤولة كلها سعياً لدفع الأداء إلى الأمام والنتيجة سير بعضها نحو التطوير والآخر مازال ينتظر القرارات الحاسمة.‏

ورأى ساعاتي أنه يتوجب على الوزارات التي تتبع لها المعاهد إذا شعرت بعجزها عن إدارة هذه المؤسسات التعليمية أو عدم امتلاكها الكادر التدريسي المطلوب والخطط الدرسية الواضحة أن ترفع المسؤولية عنها وتحيلها لوزارة التعليم العالي التي تحتل معاهدها الصدارة نظراً لقدرتها على رفدها بأعضاء الهيئة التدريسية الأكفاء والعمل على تطوير المناهج، ولخص رئيس الاتحاد واقع المعاهد بالقول: إنه غير مرض رغم انعقاد مؤتمر خاص بها في جامعة البعث أثمر عن توصيات واقترحات لكنها لم تجد طريقها للتنفيذ لافتاً أن معظم القضايا والمشكلات التي تعانيها معاهدنا مردها عدم وجود رغبة حقيقية لدى بعض الجهات صاحبة الشأن بحلها، لذلك هناك جملة نقاط سيتم طرحها ومناقشتها خلال المؤتمر أملاً بدفع عجلة تطوير المعاهد إلى الأمام نظراً لأهميتها برفد سوق العمل بالكوادر الجيدة.‏

دورنا تنمية الوعي‏

والحس بالمسؤولية‏

بادرت المنظمة بالكثير من الأعمال التطوعية وشاركت بأخرى وكان لنتاجها ألق وتميز لما غابت هذه الحملات عن أماكن تواجد الطلبة ومقراتهم؟ استفسار، كانت الاجابة عليه بأن المنظمة مطلوب منها تنمية الوعي والحس بالمسؤولية لدى الطلبة وقد بادرنا وقمنا بترميم إحدى الوحدات السكنية بتكلفة بلغت 18 مليون ليرة لكن بعد عام اضطررنا لاعادة صيانتها بسبب سوء استخدام الطلاب للأملاك العامة، هذا طبعاً أمر غير مقبول.‏

فنحن كاتحاد نحرص على توفير كل ما يضمن الراحة لطلابنا وتأمين المستلزمات الأساسية له سواء في كليته أم سكنه، لكننا نعترف بغياب المشهد الجمالي عنهما وهو لا يتحقق إلا بتوعية شبابنا لأهمية الممتلكات العامة وضرورة العمل على تجميلها لما لهذا الأمر من أثر ايجابي على أنفسهم أولاً، وعموماً هناك مبادرات تم تنفيذها بمقرات الاتحاد وبعض أماكن السكن ومن الممكن لاحقاً تعميم التجربة.‏

تمثيلنا ضروري‏

في الجامعات الخاصة‏

وعن دور الاتحاد وتواجده في الجامعات الخاصة كممثل للطلبة أشار ساعاتي أنهم سابقاً كانوا يشاركون في الاجتماعات التي تعقدها وزارة التعليم العالي للجامعات الخاصة لكن منذ فترة طويلة لم نعد نتواجد فيها لأنها اقتصرت على المعنيين بتلك المؤسسات وهو ما سيتم بحثه مع السيد وزير التعليم العالي لأنه من غير المقبول ألا نكون متواجدين في مؤسسة تعليمية تضم اليوم قرابة الثلاثين ألف طالب ومن المتوقع أن يصل تعدادهم خلال السنوات الخمس القادمة إلى 100 ألف لذلك لابد أن تلقى هذه الشريحة الطلابية صدى لها في اتحادنا بوجود ممثلين عنه داخل الجامعات الخاصة لكن الصورة التنظيمية لم تنضج بعد وهي ستكون مدار بحث في المؤتمر العام ليؤخذ على ضوئها القرارت بذلك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية