|
حــــدث و تعــليـق ويوم الارض المحطة البارزة في التاريخ النضالي الفلسطيني ففيه جدد اصحاب الارض المغتصبة تشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وبترابهم فاندلعت انتفاضة الداخل المحتل في 30 اذار عام 1976 وسقط الشهداء برصاص الاحتلال وتحولت الاحداث الى مناسبة وطنية فلسطينية عربية ترمز الى وحدة النضال ومقاومة الاحتلال دفاعا عن الحقوق. وعندما تعيد سورية تمسكها بخيار المقاومة دون اسقاط خيار السلام الشامل والعادل في القمم العربية واخرها قمة سرت التي عنونت باسم القدس فانها تعي خطورة مايعني هذا العنوان في الوجدان العربي الذي لم يعد يستوعب المزيد من التنازلات والتردد في خيار المقاومة والتردي في واقع النظام العربي المنقسم حول التمسك بالحقوق وواجب الدفاع عنها وبين الاستسلام لعدو لايريد السلام وهو قاب قوسين او أدنى من تهويد القدس بالكامل وهدم المسجد الاقصى الذي سيهدم معه ان وقع كل امل بالاستقرار الاقليمي والدولي؟! وعندما يقول السيد الرئيس بشار الأسد إن ثمن دعم المقاومة اقل بكثير من ثمن الاندفاع نحو حلول الاستسلام ويدعو القادة العرب في القمة لدعم المقاومة بكل اشكالها ووقف المفاوضات العبثية مع اسرائيل ومقاطعتها فإنه يؤكد التمسك بالحقوق المشروعة وان السلام لا يستجدى ولا يوكل الى الادارة الاميركية لتستجدي بدورها من اسرائيل وقف تهويد القدس. بالتأكيد أراد السيد الرئيس أن يوصل الى قمة سرت نبض الشارع العربي الذي لم يعد يتحمل المزيد من الهزائم وان يحمل رسالة شفافة ان عدونا لم يترك لنا خياراً سوى المقاومة وان لا شيء يرعب اسرائيل ويردعها سوى طرف عربي متضامن مع الجماهير التي حررت جنوب لبنان وردعت عدوان تموز واجبرت اسرائيل على الهروب من قطاع غزة وقلبت عملية الرصاص المسكوب الى هزيمة مؤلمة لمجرمي الحرب. واليوم لاشيء يرعب اسرائيل سوى اندلاع انتفاضة ثالثة تسقط اتفاقات اوسلو واخواتها وتعيد القضية الى جوهرها والى يوم الارض ألقه الوطني والقومي. |
|