|
شؤون سياسية إنهم في البيت الأبيض وفي وزارة الخارجية الأمريكية لا يصدقوننا ولا يريدون أن يروا في إسرائيل الشريك الحميم والمفضل لهم مثلما كان عليه الحال في الرئاسة الأمريكية السابقة مضيفاً :إن أزمة اليوم أعادتنا دفعة واحدة إلى الأيام الأولى لعهد الرئيس أوباما. أي فرصة ثمينة كهذه كالتي وفرها نتنياهو للرئيس أوباما الذي تحدثت عنه تقارير أمريكية بأنه غاضب جداً من أداء نتنياهو وسلوكه، وأكد ذلك كبير مستشاري الرئيس ديفيد اكسلرود بقوله إن الإعلان عن المشروع الاستيطاني الجديد في القدس الشرقية هو إهانة للولايات المتحدة، وهو قرار يعرض عملية السلام للخطر وإن واشنطن ترى بذلك تحدياً لها، مضيفاً: إن إسرائيل حليف قوي وخاص لأمريكا ولهذا السبب كان حرياً بها ألا تنتهج هذا السلوك المشين. كذلك الإدارة الأمريكية ممثلة بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون طالبت نتنياهو بالعمل على إلغاء القرار الاستيطاني الجديد لكن نتنياهو رد على كلينتون قائلاً: نحن نعرف كيف نعالج هذا النوع من المواقف برباطة جأش، مضيفاً: إن الأزمة مع الرئيس أوباما أصبحت خلفنا ونحن لن نعمل إلا وفقاً لمصالح إسرائيل، ومع كل هذا وصف المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي روبرت غيتس الاعتذار المهين الذي أطلقته إسرائيل بوجه أمريكا بأنه اعتذار يمثل بداية جيدة لكن نتنياهو كان يعمل بالطبع على وتر آخر حيث اتصل مع زعماء المنظمات اليهودية في أمريكا وجندهم لمصلحته في المعركة الدبلوماسية مع الإدارة الأمريكية. العديد من النواب الأمريكيين في مجلس النواب وفي مقدمتهم السيناتور أريك كانتور يرى أن ردة فعل الإدارة الأمريكية على مشاريع الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية غير مسؤولة ويستحسن بدلاً من ردة الفعل الأمريكية هذه أن تقوم إدارة الرئيس أوباما وعلى الفور بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتبادر فوراً إلى معالجة التهديد النووي الإيراني المتنامي بدلاً من الدخول في هذه الخلافات مع إسرائيل على حساب أمور ثانوية، وإذا كان الكثير من المراقبين يرى في ضوء هذه المواقف من أوساط وسياسيين في أمريكا وإسرائيل أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تعيش أخطر أزمة لها في التاريخ منذ عام 1975 وأن هذه الأزمة خرجت عن السيطرة إلا أن الأمور كما تبدو تجري باتجاه آخر، لعل أبرزها أن الرئيس أوباما يحاول على خلفية هذه الأزمة التي لا يريدها أن تصل إلى حافة الخطر الحصول على بعض التنازلات الإسرائيلية قبل الزيارة التي سيقوم بها نتنياهو لواشنطن وهو ما تحدث عنه الوزير الإرهابي ليبرمان قائلاً: إن نتنياهو قد يعطي وعوداً وهمية للرئيس أوباما لكنه أي نتنياهو لن يعرض أمن إسرائيل والائتلاف الحكومي فيها للخطر وموقف إسرائيل واضح حيال استمرار الاستيطان ولا تراجع عنه على الإطلاق. إن كل الخوف من أن إسرائيل قد تنجح مرة أخرى في تفريغ مطالب الإدارة الأمريكية الأربعة التي طلبتها من نتنياهو قبل مجيئه إلى واشنطن وهي: تشكيل لجنة تحقيق في ظروف الإعلان عن المشاريع الاستيطانية في مستهل زيارة نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن. وثانياً: إلغاء قرار البناء في مستوطنة رامات شلومو، وثالثاً: تقديم بادرات حسن نية للفلسطينيين كالإفراج عن مئات المعتقلين منهم ورابعاً: الإعلان رسمياً عن أن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ستدور حول القضايا الجوهرية. إننا لن نغالي بالقول: إن مباراة التحدي بين واشنطن وتل أبيب اليوم هي في جوهرها ستمس بالتأكيد هيبة أمريكا وصورتها في أعين العالم ولاسيما في أعين حلفائها العرب وغيرهم بالمنطقة. |
|