تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إيــــران... وإخفـــاق التصعيد الغـــربي

شؤون سياسية
الثلاثاء 23-3-2010م
حكمت العلي

مع تجديد الصين لموقفها المعارض لفرض عقوبات على ايران ودعوة روسيا للحوار والتفاوض واتباع الطرق الدبلوماسية يبقى موضوع فرض عقوبات جديدة على طهران

بسبب ملفها النووي معلقاً ما بين التجاذبات الدولية من جهة وثبات الموقف الإيراني حول أحقية طهران في امتلاك التقنية النووية السلمية من جهة أخرى.‏

وهو الأمر الذي عاد وجدده رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الذي أكد عدم سعي بلاده للحصول على أسلحة الدمار الشامل وإنما تريد الحصول على التقنية النووية للأغراض السلمية وبخاصة الطاقة الكهربائية، معتبراً المزاعم الغربية بهذا الخصوص ما هي إلا دعاية إعلامية لكي تبرر واشنطن وجودها العسكري في المنطقة واحتلالها لبعض الدول فيها وسعيها للسيطرة على مقدرات المنطقة وخيراتها، وهي لذلك لن توفر جهداً في سبيل إعاقة طموحات الشعب الإيراني ووقف تقدمه وتطوره خدمة لحليفتها الاستراتيجية دولة الكيان الإرهابي الصهيوني.‏

وبالرغم من إعلان إيران عن موافقتها تبادل الوقود النووي إلا أنها لوحت باتخاذ إجراءات مناسبة في حال فرض عقوبات عليها، معلنة استعدادها لوقف التخصيب في حال تسلمها الوقود لمفاعل طهران الذي من المقرر أن ينتج أدوية لمليون مصاب بمرض السرطان.‏

إن المتتبع لسير المفاوضات بين الدول الغربية وطهران يستطيع أن يدرك أن هذه الدول ساعية لحرمان طهران من حقوقها النووية السلمية، وما الادعاء بالتوجه الإيراني لإنتاج أسلحة نووية إلا وسيلة رخيصة لابتزاز طهران وجيرانها من الدول المحيطة عبر تضخيم الخطر الإيراني وتصويره على أنه الشبح الذي يتهدد المنطقة، في حين أن العدو الحقيقي لشعوب هذه المنطقة ومصالحها يقوم باستلاب الأرض وقتل كل مقومات الحياة في الأراضي العربية المحتلة، ففي حين تقوم واشنطن من خلال وجودها العسكري في المنطقة بسرقة خيرات الأمة العربية وبخاصة النفطية وتدعم دولة الكيان الإرهابي بنفس الوقت، فعن أي خطر يتحدثون في حين أنهم يعرضون هذه المنطقة لأبشع الأخطار عبر الاحتلال والقتل والتدمير وسرقة الخيرات وهدم المقومات الحضارية ونسف المصالح الحقيقية لشعوب هذه المنطقة؟!‏

إيران تريد أن تثبت حق شعبها في التطور والحياة الحديثة المبنية على تقنيات العلم وفي ذلك ضرر لهذه الدول التي تريد أن تبقي كل شعوب المنطقة تحت عتبة الجهل والفقر والتبعية وفقدان السيادة.‏

وبالمحصلة فإن تطور الأحداث في المنطقة ومعارضة كل من الصين وروسيا لفرض عقوبات جديدة على طهران قد يعوق هذه الخطوة على المدى القريب على الأقل، وخاصة مع ثبات الموقف الإيراني وعدم خضوعه للتهديدات المتواصلة من قبل الدول الغربية التي كان آخرها تهديد وزير الخارجية البريطاني باتخاذ خطوات شديدة ضد طهران في حال لم توافق على الشروط الغربية، وهو الأمر الذي ترفضه طهران رفضاً قاطعاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية