|
شؤون سياسية وتدمير الأقصى لإقامة (الهيكل الثالث) المزعوم في مكانه. والموعد اقترب تماماً ما دام غلاة الصهاينة قد افتتحوا مرة أخرى (كنيس الخراب)، فالكنيس المذكور، بحسب الخرافة التي أطلقها حاخام مخبول في القرن الثامن عشر يعتبر المقدمة الحتمية لبناء (الهيكل) وفي مكان المسجد الأقصى المبارك وفي اليوم التالي لافتتاح (كنيس الخراب). عليه: إذا كان موضوع القدس قد أدرج على جدول أعمال القمة -فليس غريباًَ أن يقال هنا: القدس هي كل فلسطين- ولا فلسطين من غير القدس، ولا القدس تكون من غير فلسطين عربية إسلامية حرة. وإذا كانت القمة تريد أن تصنع شيئاً يعيد إليها الاعتبار، على الأقل في مواجهة تحديات بعينها وأمام الأمة كلها فليس عليها إلا اتخاذ ما يمكن أن يرقى إلى مستوى التحديات المفروضة حالياً في فلسطين المحتلة: التهويد، والاستيطان، بعد ومع القدس التي يبدو أن المحتلين مصرون على التمسك بشعارهم المعروف (القدس هي العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل) وبدليل أن نتنياهو يرفض مناقشة أي إجراء استيطاني في القدس حتى من الرباعية الدولية على اعتبار أنها (يهودية وإسرائيلية). وبالتالي يمكن أن يقول العرب الآن ما ينبغي فعلاً تقريره لكي يحافظوا على أمنهم القومي المهدد من قبل المحتلين الصهاينة. ليس (المطلوب) استئناف المفاوضات -بعد أن أعلن المحتلون أنهم لن يناقشوا قضايا القدس والحدود واللاجئين.. بمعنى أنهم غير مستعدين للمفاوضات- وبالتحديد فإنهم ليسوا على استعداد للتكلف (بقراءة نصوص المبادرة العربية) ما يدعو العرب إلى سحبها وفاء منهم لوعد قطعوه (إن المبادرة لن تبقى على الطاولة إلى الأبد). الخطوة الأهم أيضاً تنقسم في اتجاهين في وقت واحد: الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكسر الحصار المفروض على أهلنا في قطاع غزة منذ أكثر من (ألف يوم). وبالتالي السعي لامتلاك أهم أوراق القوة اللازمة كرافعة أساسية للموقف العربي ومنحه المصداقية. ومسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية أمر حيوي لمنح الشعب الفلسطيني قوة مضافة ولكي يتم إحباط كل محاولات المحتلين الهادفة إلى تكريس الانقسام وتمزيق الفلسطينيين لإضعاف الموقف العربي (الهش والمتهالك أساساً في نظر الشعب العربي كله). لكي تعود الحياة إلى إرادة التحرير وتحقيق السلام العادل (الذي يعني استعادة الشعب الفلسطيني كامل حقوقه واستعادة سورية ولبنان كل شبر محتل من الأرض) فلا بد من أن يضع أهل القمة في اعتبارهم إحياء حقيقة مركزية القضية الفلسطينية وعلى الطاولة الخيارات والأوراق الكثيرة التي يمتلكونها (ولسنا هنا بصدد الدعوة إلى شن الحرب بالضرورة فنحن نعرف الظروف تماماً) إلا أن أوراق القوة كثيرة منها العلاقات مع المحتلين ومع من يسند المحتلين، ومنها رفض المفاوضات إلا على أسس واضحة ومقبولة ووفق مرجعية محددة.. وضمن زمن محدد مسبقاً. إذا كانت القمة تسعى إلى موقف عربي جديد وقوي فليس لها إلا أن تصغي إلى نبض الأمة وهتافها، وتنطلق من أن قوتها هي بجماهيرها وأمتها وثقتها بقدرة الشعب وإيمانها المطلق بحقها في أرضها وفي مقدساتها -وعلى رأس هذه المقدسات- الأقصى المبارك. أكثير علينا أن نقول للقمة: إن احترام العالم لحقوقنا ومواقفنا ينبع من مدى احترامنا نحن إرادة شعبنا والإصرار على رفض ابتزازنا، والتمسك بحقوقنا المشروعة مهما كان الثمن؟ |
|