تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


السفير أحمد أمام الاجتماع التحضيري للقمة العربية: الصراع العربي الإسرائيلي التحدي الأكبر أمام السلام والاستقرار في المنطقة

سرت- ليبيا
سانا - الثورة
أخبار
الثلاثاء 23-3-2010م
بدأ في مدينة سرت الليبية أمس اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للدول العربية التحضيري لمجلس وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية في دورتها الثانية والعشرين بمشاركة السفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية.

وألقى السفير أحمد كلمة في الاجتماع اكد فيها ان التحديات المتعاظمة التي تواجهها الأمة العربية لا تستهدف أرضها ومكانتها فحسب بل وجودها وهويتها ما يفرض على القمة العربية القادمة أن تحمل عنوان التحدي في الارادة والفعل والعمل من أجل أن يرقى مستوى تفاعلنا مع الاحداث والمخاطر التي تحيط بنا الى حجم الامكانات والطاقات الجبارة التي تملكها امتنا ومن أجل أن يترجم العمل العربي المشترك امال شعوبنا وطموحاتها في أن تستعيد هذه الأمة عافيتها وأن تنبذ خلافاتها وأن ترفض التنازل عن موقعها القيادي لهذه المنطقة وأن تتمسك بحقوقها وأرضها وهويتها وأن تمسك بزمام أمورها ومصالحها دون أن يفرض الاخرون عليها الحلول والاجندات تحت شعارات وذرائع لاتخدم إلا مصالح عدونا في احتلال المزيد من أرضنا وتدمير هويتنا العربية وتشويه تاريخنا في مخطط عنصري قد يجعل المنطقة بأسرها تواجه خطر حرب وصراعات دينية تقضي على أي أمل بالتوصل الى تحقيق السلام والامن والاستقرار فيها.‏

وقال السفير أحمد: إن الصراع العربي الاسرائيلي يبقى هو التحدي الأكبر الذي يواجه تحقيق السلام والاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط وان الجهد الامريكي والدولي المبذول لحل هذا الصراع لم يرق ولن يرقى الى المستوى المطلوب من الفاعلية والجدية والمصداقية ما دام لايمارس الضغط الحقيقي من أجل دفع اسرائيل للقبول بالمرجعيات الدولية واعلان استعدادها للانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة واثبات جديتها في التوصل الى تسوية سلمية حقيقية لهذا الصراع.‏

ودعا السفير أحمد الى الوقوف جميعاً وقفة مبدأ فلا مساومة ولا استسلام ولاخضوع دفاعا عن الوطن والشعب والأمة والعروبة وقال: اننا نتمسك بالأسس الحقيقية والثابتة لتحقيق السلام العادل والشامل ونترجم ذلك عبر نهج واضح وثابت لايحيد في ادارة صراعنا مع العدو الاسرائيلي بعيدا عن الحلول الانية والطروحات الجزئية التي لاتحقق سلاما ولاتعيد أرضا أو حقا مسلوبا بل تجر فقط الى المزيد من التنازلات والانتكاسات.‏

واشار السفير أحمد الى ان هذا المفصل التاريخي الذي يأتي مع انعقاد القمة العربية يفرض علينا تحدياً مصيرياً من أجل استعادة التضامن والتنسيق والعمل العربي المشترك على أسس واقعية وعلمية وعملية شفافة وان نحترم خصوصيات دولنا والظروف الموضوعية التي تحيط بكل منها ونستثمر الاختلاف في الرؤى ووجهات النظر تجاه سبل حل القضايا المصيرية من أجل تحقيق المصالح الاستراتيجية العريضة لهذه الأمة بحيث لاتكون هذه الاختلافات في الرؤى سبباً لتعميق الخلاف والتباعد بين الدول العربية.‏

واضاف مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية: ان هذا المنطق ينسحب بطبيعة الحال ليشمل قضية تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية على أسس ثابتة وفي أسرع وقت لمواجهة التحديات المفروضة بما يضمن لابناء شعبنا العربي الفلسطيني الوحدة الوطنية بوصفها الطريق الأقوى لتحقيق الهدف الاساسي لجلاء المحتل واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.‏

وأكد السفير أحمد ان من يسبر تاريخ الأمة العربية وحاضرها وافاق مستقبلها ومن يستطلع قدراتها وطاقاتها الحقيقية لابد أن يدرك استحالة أن تكون هذه الأمة في موقع من يرسم الاخرون له مصيره ومستقبله ويحدد له أولوياته وأهدافه وأطر وأشكال علاقاته البينية والاقليمية والدولية ويفرض عليه قناعاته بأن اسرائيل ليست هي الخطر الحقيقي الذي يهدد أمنه واستقراره ووجوده.‏

وقال أحمد: لقد آن الأوان لهذه الأمة أن تستعيد ألقها ومكانتها وأن تمارس دورها الفاعل والريادي في المنطقة والعالم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والانسانية وأن تنفتح وتتفاعل مع أدوار وسياسات القوى والاطراف الاقليمية والدولية بما يضمن تحقيق مصالحها واستعادة حقوقها ويتجاوب مع مصادر قلقها وبما يرقى مع ما تملكه من طاقات وامكانات بشرية واقتصادية وبما تحمله من تراث متأصل وضارب بجذوره في تاريخ هذه المنطقة وحاضرها، وغني عن البيان أن الخطوة الاساس في تحقيق ذلك هي استعادة التضامن وتعزيز العمل العربي المشترك وتوحيد الرؤى تجاه الاهداف والمصالح الاستراتيجية للأمة العربية ولو اختلفت الظروف الموضوعية لكل بلد أو تعددت رؤى الحلول تجاه القضايا المصيرية.‏

وأعرب السفير أحمد في ختام كلمته عن الامل في أن تكون هذه القمة مفصلا تاريخيا في تعزيز العمل العربي المشترك وتلبية طموحات أمتنا في استعادة الحقوق وتحقيق الامن والاستقرار والازدهار.‏

وكان مجلس المندوبين الدائمين عقد اجتماعه صباح أمس في مدينة سرت الليبية حيث تحدث في بداية الجلسة مساعد وزير الخارجية القطري سيف ابو العينين الرئاسة السابقة وكذلك عمران ابو كراع مدير ادارة الوطن العربي في وزارة الخارجية الليبية الرئاسة الحالية والقى السفير أحمد كلمته بصفته عميد المندوبين الدائمين العرب في جامعة الدول العربية.‏

ويبحث المندوبون الدائمون خلال اليوم المواضيع المدرجة على جدول أعمال وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية.‏

ومن المنتظر ان ينهي المندوبون الدائمون اجتماعهم التحضيري اليوم على ان يبدأ اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية في دورتها العادية الثانية والعشرين يومي 25 و26 من آذار الجاري.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية