تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العرب ولحظة الحقيقة

ضــوء ساطع
الخميس 11-3-2010م
عدنان علي

حين يعيد التاريخ نفسه غالبا ما يكون الأمر بصورة تراجيدية او كوميدية، لكن مع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة فإننا أمام صورة تجمع النقيضين معا. يبدأ المشهد الاول

مع اعلان ما عن استئناف ما يسمى جوازا بمفاوضات السلام، يتبعه ارسال واشنطن لكبار مسؤوليها الى المنطقة من أجل تدشين الحدث التاريخي، وسط زفة اعلامية بأن ثمة انفراجاً وشيكاً للعملية لأن واشنطن مصممة هذه المرة على اخضاع اسرائيل لمتطلبات عملية السلام.‏‏

ومع المشهد الثاني يتقزم المارد الاميركي ويتمرد الصبي المدلل، لنشهد في كل مرة يصل فيها مسؤول اميركي الى المنطقة في شأن متصل بمفاوضات التسوية اعلانا اسرائيليا عن بناء مستوطنات جديدة، وهذه المرة حرصت حكومة نتنياهو على أن تحتفي بكل مسؤول أميركي على حدة، فكان من نصيب المبعوث جورج ميتشل 112 وحدة استيطانية ،بينما نال نائب الرئيس رقما يليق بمنصبه وهو 1600 وحدة استيطانية، ولعلنا هنا نحمد الله أن الزائر ليس الرئيس اوباما نفسه، لكان نصيبه أكبر من ذلك !.‏‏

هل هذا مؤشر كاف لعرب التغطية، ولمن يضع بيضه كله في سلة الراعي الاميركي كي يدرك حجم وطبيعة الالتزام الاميركي بعملية السلام ؟‏‏

طبعا، ليس المقصود الرقص على الجراح، ولكن من نافل القول إن المطلوب من جميع العرب أن ينشغلوا جديا بوضع بدائل وخيارات عملية للتعامل مع هذا الصلف الاسرائيلي، الذي لن ينكسر الا عبر الاتفاق على استراتيجية عربية موحدة تطرح المصالح العربية بقوة وجدية على أجندة المجتمع الدولي وفي مقدمته الإدارة الاميركية. استراتيجية تضع في اعتبارها أن اسرائيل غير مهيأة وغير ناضجة وغير راغبة تاليا في التقدم خطوة واحدة بعملية السلام، وأن العرب من حقهم وفي مقدورهم تحصيل حقوقهم بكل الطرق المشروعة، وأن مصالح الاخرين في المنطقة العربية لن تتحقق ما لم تتحقق معها وقبلها مصالح العرب.‏‏

أما ما يعرض حاليا في سوق السلام الاسرائيلي والذي تتكيف معه تباعا كل إدارة اميركية، فهو في أحسن الاحوال عملية ضحك على اللحى، بات من العبث التعاطي معها تحت أي ذريعة.‏

Free7adnan@yahoo.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية