|
أضواء وقد افتتح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المؤتمر، بحضور مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو. وطالب ساركوزي مؤسسات وهيئات التنمية الدولية بتمويل مشاريع التحول إلى الطاقة النووية السلمية لمساعدة الدول النامية اقتصاديا على التقليل من اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية التي تسبب تلوث المناخ مشيرا الى ان بلاده ستقيم في الاردن اول مركز متخصص بالتدريب رفيع المستوى في مجال الطاقة النووية خارج اراضيها . وقال إنه من المعيب أن تحجم المؤسسات المالية الدولية عن الاستثمار في مشاريع الطاقة النووية السلمية في الوقت الذي تطالب فيه الدول بالابتعاد عن مصادر الطاقة التقليدية المكلفة والمساعدة على تلوث البيئة وظاهرة الانحباس الحراري. وأضاف أنه سيحاول جاهدا إحداث تعديلات في القوانين الدولية للسماح للدول المنتجة للطاقة النووية للاستفادة من ضريبة الكربون المفروضة على الطاقة الأحفورية من أجل تطوير الصناعة النووية للأغراض السلمية بعد العام 2013. ومن مقترحاته لتطوير هذه الصناعة، دعا الرئيس الفرنسي إلى إنشاء بنك للوقود النووي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتوفير هذه المادة في حال انقطاعها. لكنه وفي نفس الوقت طالب باتخاذ موقف صارم تجاه الدول التي تتحايل على الالتزام بمبدأ الشفافية فيما يتعلق بأنشطتها النووية وحرمانها من الاستفادة من تسهيلات البنك النووي . كما دعا إلى إقامة معهد دولي للطاقة النووية في فرنسا يوفر أفضل الفرص التعليمية والبحثية في هذا المجال بما في ذلك الدراسات المتعلقة بأمن وسلامة المنشآت النووية، مؤكدا عزم بلاده على لعب دور أساسي في مجال ترويج هذه الصناعة في مختلف أنحاء العالم. ويندرج المؤتمر في سياق الا تبقى التكنولوجيا حكرا على عدد محدود من الدول ويرغب ساركوزي في بيع الطاقة النووية السلمية الى عدد من الدول العربية وغير العربية التي يمكنها ضمان المعايير الدولية في مجال الامن النووي وتحترم تعهداتها في مجال عدم انتشار التسلح النووي. ويفتتح مؤتمر باريس سلسلة مؤتمرات حول الطاقة النووية ونزع التسلح اذ ستتبعه قمة حول الامن النووي في واشنطن دعا اليها الرئيس الامريكي باراك أوباما . وقد دعت فرنسا البنك الدولي والبنك الأوروبي إلى تمويل إنتاج الطاقة النووية المدنية وتمتلك فرنسا، من خلال شركتي أريفا و”إي. دي. إف”، اثنتين من أهم شركات التكنولوجيا والخبرة النووية في العالم. وطرح ساركوزي عدداً من الاقتراحات من أجل الترويج لتوفير واستخدام الطاقة النووية، بينها تخصيص ائتمانات كربونية لمشروعات الطاقة النظيفة التي لا تصدر انبعاثات كربونية بعد عام 2013. يشار إلى أن فرنسا تعتبر واحدة من أكبر مستخدمي الطاقة النووية حيث تقوم بتوليد 80% من احتياجاتها من الطاقة من شبكة تتألف من 35 مفاعلا نوويا وتسعى لبيع التكنولوجيا النووية لعدد من دول العالم. ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، يوجد حاليا ما يقارب 56 مفاعلا نوويا قيد الإنشاء في مختلف أرجاء العالم وأن أكثر من عشرين دولة -بينها عدد من الاقتصادات الناشئة- ستضع خلال العقدين المقبلين أولى مفاعلاتها لإنتاج الطاقة النووية السلمية قيد الخدمة الفعلية، في الوقت الذي تدرس ستون دولة أخرى مشاريع للتحول إلى الطاقة النووية. جدير بالذكر ان سورية التي شاركت في المؤتمر أعلنت بلسان رئيس وفدها نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ان سورية تريد تطوير الطاقة النووية لتلبية الطلب المتزايد لدى سكانها من الكهرباء. وأوضح المقداد ان سورية استفادت من الاستخدام السلمي للطاقة النووية في كثير من القطاعات كالعلوم والطب لكن المزيد ضروري, بما في ذلك التعاون الدولي في هذا القطاع. |
|