تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشافي المناطق ..؟!

محليات
الخميس 11-3-2010م
عبد الحميد سليمان

منذ أكثر من 20 عاما بدئ بإقامة المشافي العامة في المناطق وفي مختلف المحافظات السورية، وسميت حينها بمشافي الـ 120 سريرا ورغم التأخير الذي حصل في انجاز هذه المشافي الا انها اصبحت فعليا في الخدمة مع فارق زمني في مدة الانجاز بين مشفى وآخر.

واخذت تلك المشافي تدريجيا بتقديم الخدمات الصحية للمرضى من خلال استقبال اعداد كبيرة منهم ومن الحالات الاسعافية، حيث كان هؤلاء يقصدون مراكز المحافظات او يذهبون الى العاصمة رغم البعد الجغرافي ومخاطر السفر، وذلك لتلقي العلاج اللازم.‏

وقد ساهمت تلك المشافي في تخفيف الضغط عن مشافي مراكز المحافظات ومشافي العاصمة، ووفرت الكثير من العناء والنفقات الاضافية التي كان يتكبدها المرضى وذووهم نتيجة السفر والاقامة وغير ذلك من نفقات العلاج ومستلزماته.‏

ورغم الاهتمام الذي توليه الدولة بالمسألة الصحية في مجالات الوقاية والعلاج، إلا اننا ما زلنا بحاجة الى اقامة المزيد من المشافي في المدن والبلدات، وخاصة المشافي التخصصية والعيادات الشاملة.‏

ورغم اهمية اقامة المشافي العامة في المناطق، وما تقدمه من خدمات كثيرة للمرضى، الا ان هذه المشافي، ما زال ينقصها الكثير لتؤدي دورها كاملاً.. فهي تفتقر الى الكوادر الطبية المؤهلة من مختلف الاختصاصات ، كما تفتقر الى الاجهزة الطبية المتطورة ما يجعلها غير مؤهلة لتقديم العلاج للمرضى بشكل كامل، دون ان تضطر الى تحويلهم الى مشاف اخرى في مراكز المحافظات او العاصمة، وكأنها تبدو عاجزة عن تقديم التشخيص والعلاج الكامل للمريض!! والأمثلة على ذلك كثيرة.‏

ومنها المشفى الوطني في مدينة مصياف، وهو واحد من المشافي المذكورة، وقد انجز منذ مدة وأقيم في مكان مناسب وادارته تقوم بدورها على اكمل وجه وتقدم الخدمة والعلاج للمرضى حسب الامكانات المتوفرة لكن كثيرا ما وقفت عاجزة امام حالات لمرضى يحتاجون الى اختصاصات طبية واجهزة متطورة، فتضطر لتحويل المريض الى مشاف اخرى في مراكز المحافظات. فهل تقوم وزارة الصحة بتوفير الكوادر الطبية الكافية والمختصة، وكذلك الاجهزة المتطورة لتمكين هذا المشفى وغيره من القيام بدوره كاملا وتحقيق الغاية التي أنشئ من اجلها وهي تقديم العلاج والخدمات الصحية لأبناء تلك المناطق ؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية