|
حـــدث وتعــليـق لقد أثبتت الأيام ان ادارة أوباما لا تسعى بشكل جدي لتحقيق السلام وان هذه العملية ليست على سلم أولوياتها ، وكل ماتفعله هو تسويق للمواقف الاسرائيلية الرافضة لمبدأ السلام ، فلم يستطع مبعوثها ميتشل تحقيق أي من التزاماتها أو الوعود التي أطلقتها ، ومافعلته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بعد ذلك هو الترويج لأوهام نتنياهو، ليأتي بايدن الآن كي يعطي الدعم والغطاء لمواقف اسرائيل بكل الاتجاهات. والشروط التي اعلنتها هذه الادارة سرعان ماتخلت عنها ارضاء لحليفتها، فأصبح هدفها تجميد الاستيطان بشكل جزئي بدل وقفه، واطلاق المفاوضات يجب ان يكون بدون شروط مسبقة، مايعني رفض التفاهمات السابقة بين الفلسطينيين والحكومات الاسرائيلية، والبدء من نقطة الصفر ، والأنكى من ذلك انها اشترطت على العرب القيام بخطوات تطبيعية مجانية للسير بعملية التسوية وفق الشروط الاسرائيلية. يخطئ من يظن ان واشنطن جادة فعلا بتحقيق السلام، ويخطئ من يعتقد أن اسرائيل تريد هذا السلام ، فجولات المسؤولين الأميركيين للمنطقة ليست سوى استعراضات هزلية للتغطية على فشل السياسة الاميركية في الوصول لأي نوع من التسوية ، وكل الجهود الخلبية التي بذلتها لم تنجح حتى الآن في اطلاق العملية السلمية ، فكيف الامر إذاً بعملية التوصل الى سلام عادل ينهي الاحتلال ويعيد الارض الى اصحابها. ومايثير الاستغراب أن بعض العرب مازالوا واهمين يركضون وراء السراب، ويعطون الفرص المجانية كي تستبيح اسرائيل ما تبقى من حرمات ومقدسات ، وكأن العقود والسنوات الماضية لم تعلمهم ليعطوا حكومة الاحتلال اربعة اشهر اخرى، ويتركوا لواشنطن حرية الخيار في ايصال المفاوضات الى المكان الذي تريده، وكما تشتهي اسرائيل. فإلى متى سيبقى العرب ينتظرون الحلول من الخارج وباستطاعتهم ان يصنعوا مستقبلهم ويحددوا مصيرهم بأنفسهم؟ |
|