تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اليورو يتراجع أمام الدولار و الصادرات الأوروبية تعوّل على الهبوط

اقتصاد عربي دولي
الأحد 23-5-2010م
عندما تم إصدار العملة الأوروبية الموحدة في كانون الثاني من عام 1999 كان اليورو يساوي أقل من 1.20 دولار وانخفض إلى أقل من دولار واحد في أول ثلاث سنوات من إصداره، وتاليا فان هبوطه من 1.60 دولار قبل الأزمة المالية الحالية إلى 1.24 في الأسبوع الماضي لم يكن غير مسبوق.

والآن وبعد ان سجل اليورو تراجعاته الجديدة,توقعت, الأسبوع الماضي, الرصينة « فايننشال تايمز» دخول العملة الأوروبية الموحدة « مرحلة ضعف مستمر بسبب القلق إزاء ضعف النمو الاقتصادي وسياسات التقشف التي تطبقها دول أوروبا» وذلك بعد ان تراجع سعر صرف العملة امام الدولار الى ادنى مستوياته في اربع سنوات عندما وصل الى حافة 1.24 دولار لليورو.‏‏

ويدعم رأي الصحيفة البريطانية منصور محيي الدين, مدير قسم إستراتيجية العملات الأجنبية في بنك يو.بي.أس السويسري بقوله «إن اليورو سيستمر في الضعف بصورة كبيرة».‏‏

الوزن النسبي‏‏

نقول الى ان تكشف الموقف الأوروبي كان اليورو يتراجع ليس أمام الدولار فحسب بل يتراجع كوزن نسبي في سلة العملات الاحتياطية الدولية, وآية ذلك ان عددا كبيرا من المؤسسات الاستثمارية الكبرى (بينها مؤسسات أميركية) باعت كل ما في جعبتها , وسبب حمى بيع السندات اليونانية هو سريان تلميحات بين أوساط المستثمرين تقول بان « احتمال إعادة هيكلة الديون عال جدا».‏‏

ليس ذلك فحسب القرارالبنك المركزي الأوروبي بشراء الدين الحكومي قد يبدو للوهلة الأولى انه يسيّر اقتصاد اليورو باتجاه الخروج من الأزمة , رغم ذلك يبقى احتمال استثمار واستغلال المستثمرين هذه الخطوة لبيع سنداتهم احتمال قابل للتحقق بنسب كبيرة , سيما إذا اتسعت « أخبار» إقدام المؤسسات على بيع السندات الحكومية .‏‏

ولان سد الفراغ ليس من المبادئ المعمول بها في الاقتصاد نجد ان انسحاب الرساميل من أسواق الاسهم الدولية اتجه صوب « الحضن الدافئ الآمن –الذهب» ويمم شطر السندات الاسيوية , المغرية.‏‏

فوائد المصائب‏‏

وبما ان مصائب قوم عند قوم فوائد نجد ان تحليلات كثيرة طفت على السطح , اثر تراجع اليورو, لتقول بان الاقتصاد الأوروبي سيفيد من هذا التراجع في تجارته الخارجية , وتحديدا ألمانيا , بوصفها الاقتصاد الأوروبي الأكبر , وثاني مصدر في العالم( بعد الصين) وهي في نفس الوقت واحدة من أكبر الدول المستوردة‏‏

وكبير اقتصاديي اتحاد غرف الصناعة والتجارة الألماني فولكر برييريقوي هذه التحليلات بقوله:« إن هبوط اليورو سيساعد في دعم نمو الاقتصاد الألماني وإعادته إلى الطريق الصحيح، فالصادرات مصدر الدعم للاقتصاد الألماني».‏‏

بالمقابل هبوط اليورو يعني ارتفاع أسعار السلع المستوردة بالدولار ومنها الطاقة , واذا كانت اسعار النفط المتراجعة حاليا تمثل « نعيما» للمستوردين من منطقة اليورو فان أي ارتفاع يطرأ على الخام يعني انعكاسا سلبيا عليها.‏‏

كما حذر بورنر من أن هبوط اليورو قد يضر بالاستثمارات الأجنبية في ألمانيا، إضافة إلى الشركات الألمانية التي لا تستطيع حماية نفسها من المخاطر.‏‏

استعراض مالي‏‏

خطة« مجموعة اليورو» للدفاع عن عملتها الموحدة  برصد نحوتريليون دولار للطوارئ والأزمات أراحت الأسواق المالية العالمية في البداية لكن لم تستطع حتى الساعة ان تبث فيها روح الثقة.‏‏

فالاستعراض الكبير للقوة المالية اثبت نجاحا على المدى القريب,اذ هدأ من روع أسواق السندات كما تلاشى خطر الإفلاس.‏‏

لكن مجلة «إيكونوميست»في تعليقها على خطة الإنقاذ الأوروبية, ترى انه «لم تكتمل حتى نصف المهمة» فالخطة هي لكسب الوقت,ولاتصلح «الثغرات الهيكلية ولا العجز المالي الذي تسبب في المقام الأول في جر منطقة اليورو إلى الأزمة».‏‏

وقد يكون الجديد واللافت في الخطة الجديدة , التي يؤازرها صندوق النقد بـ250 مليار يورو , هو ان المؤسسة الدولية تدرس ديون كل دولة تقع في مطب الإفلاس على حدة , والجديد ايضا ان على كل دولة مدينة الموافقة» على برنامج للتكيف مع شروط صندوق النقد الدولي، كما فعلت اليونان لتوها» هكذا اعلن وهكذا صرح دومينيك ستراوس كان.‏‏

وبالفعل فقد تم نشر ثقافة « اوروبية » جديدة قوامها التقشف, والبرتغال وإسبانيا اقتنعتا باتخاذ المزيد من إجراءات شد الأحزمة على البطون.‏‏

المشهد الاقتصادي الأوروبي الحالي يقوم على عدة تناقضات..‏‏

تقديم المساعدات سيؤثر على الاقتصاديات القوية كألمانيا وفرنسا.‏‏

وكيف لتلك الدول التي تعاني من مشكلات أن تحقق معدلات نمو بالتزامن مع خطط التقشف القاسية؟فخطط التقشف تخفض احتمال استمرار النمو الاقتصادي. ويعني ذلك ضعف مقدرة الحكومات على Morshed.2008@hotmail.com‏‏

"ديونها.‏‏

Morshed.2008@hotmail.com‏‏

‏">تسديد‏

Morshed.2008@hotmail.com‏‏

"ديونها.‏‏

Morshed.2008@hotmail.com‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية