|
البقعة الساخنة يصل إلى نتيجة مفادها أن الاستراتيجية التي ترسمها اسرائيل مبنية على مفاوضات تبدأ ولا تنتهي, أو كما قال اسحق شامير عشية انعقاد مؤتمر مدريد للسلام : سنفاوض عشرات السنين دون أي نتيجة وكررها أكثر من مسؤول اسرائيلي « المفاوضات من أجل المفاوضات». وبمعنى آخر تقوم هذه الاستراتيجية على اعتماد المفاوضات كبديل عن السلام ، وليس من أجل الوصول إلى السلام والهدف الأساسي من وراء ذلك هو كسب المزيد من الوقت لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض ، بحيث تتمكن حكومة الكيان العنصري من تهويد ما تبقى من مقدسات ومصادرة ما تبقى من أراض وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية والكنس اليهودية واستكمال بناء جدار الفصل العنصري وتهجير العرب من القدس والضفة المحتلتين ، وتكون بالتالي المفاوضات الغطاء المطلوب للاستمرار بكل هذه السياسات المخالفة للقانون الدولي وترسيخها على أرض الواقع. والمفاوضات غير المباشرة التي بدأت مؤخراً بين الكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية لا تخرج عن هذه القاعدة، فكل ما أشرنا إليه ينسحب على تفاصيلها سواء لجهة تغييب القضايا الجوهرية عنها، أم لجهة استئنافها وعقد المزيد من جولاتها دون أي نتيجة تذكر لصالح القضية الفلسطينية. ولعل المطلوب دولياً وعربياً وفلسطينياً هو قطع الطريق أمام هذه المناورات الاسرائيلية وسياسات المماطلة والتسويف والخداع التي تمارسها تل أبيب، ووضع أسس وضوابط ومدد زمنية للمفاوضات وإلا فإن اسرائيل ستظل تتهرب من استحقاقات السلام في ظل المعادلة الحالية. |
|