|
فلك ويقول حول كيفية مشاهدتها: (في ليلة صافية غير مقمرة، وفي مكان معتم بعيداً عن إضاءة المدينة، نلاحظ حزاماً ضبابياً على شكل وشاح مضيء يمتد على طول السماء ندعوه «نهر المجرة» أو «الطريق الحليبية اللبنية» أو «درب اللبـّـانة» أو «درب التبانة» وهو بالحقيقة مركز مجرتنا. أما الأصل التاريخي لهذه التسمية فيعود إلى حضارة السومريين حيث وجد على بعض الألواح القديمة أناشيد كانت تغنّى في الاحتفالات السنوية بإله القمر (سون- نانا). وأطلقوا أسماء أخرى على إله القمر منها «نور السماء» أو «السفينة السابحة في السماء»، وبما أنهم في تلك المنطقة أبناء حضارة زراعية واهتموا بتربية المواشي نجدهم أسقطوا مفاهيمهم ومفردات حياتهم على أساطيرهم عن آلهتهم. فكانوا ينظرون إلى النجوم والكواكب على أنها حيوانات ومواشي تتجول في أملاك الإله «سون-نانا». ويذكر ناصر أن التسمية بالانكليزية: Milky Way و باليونانية: Via Lattea). ويذهب الباحث إلى عمق تاريخي اسطوري ويورد نصوصا من الأشعار القديمة الأسطورية عن علاقة تربط بين القمر والنجوم وبين تسمية الخيط الحليبي. وحول موقع نجمنا الشمس في مجرتنا درب التبانة يذكر المهندس ناصر أن شمسنا تقع في إحدى أذرع مجرتنا الحلزونية، وتبعد عن مركز المجرة قرابة 30 ألف سنة ضوئية، هذه المجرة يمتد قطرها قرابة 100 ألف سنة ضوئية، وسماكة القرص حوالي 15000 سنة ضوئية، وتضم قرابة 400 ألف مليون نجم (كتلة المجرة قرابة 3×1041 كغ)، وكل ما نشاهد في سماء الأرض بالعين المجردة من نجوم، وحشود نجمية وغيرها هي واقعة في مجرتنا.. مع استثناءين فقط، من النصف الشمالي للكرة الأرضية نستطيع رؤية مجرة المرأة المسلسلة، ومن النصف الشمالي سحابتي ماجلان، ما عدا ذلك، كل ما نراه يقع ضمن مجرتنا. وبالمناسبة، عدد النجوم التي يمكن مشاهدتها بالعين المجرّدة من جميع الأمكنة على سطح الأرض، وفي أفضل ظروف الرؤية لا تتجاوز الـ 6000 نجم، بينما ينخفض هذا الرقم أكثر من النصف، يعني حوالي 2000 نجم فقط، لدى النظر إلى السماء من موقع واحد من الأرض، ذلك أن ما نراه لا يتجاوز نصف القبة السماوية، فضلاً أننا لا نستطيع رؤية النجوم الخافتة بالقرب من الأفق، أما عدد النجوم المشاهدة من موقع واحد فيما إذا تم رصدها بتلسكوب قطر عدسته عدة سنتمترات، فيفوق 300 ألف نجم. وكلّ النجوم في مجرتنا تدور حول مركز المجرة، وهذه النجوم المختلفة في بعدها عن المركز تختلف سرعات دورانها حوله. ويرى الباحث أن النجوم الأقرب لمركز مجرتنا تدور حوله بشكل أسرع، لكن هذه السرعات تبدأ بالانخفاض بعد حوالي 6000 سنة ضوئية من نواة المجرة، ثم من حوالي 16000 سنة ضوئية باتجاه حافة المجرة، يزيد التباطؤ بشكل كبير، شمسنا تستغرق وقتاً طويلاً لتنجز دورة واحدة حول مركز المجرة: حوالي 200 مليون سنة، أي إن نجمنا الشمس –معه أرضنا وباقي أعضاء النظام الشمسي طبعاً- تتواجد اليوم في نفس المكان من المجرة الذي كانت تحتله آخر مرة عندما كانت الديناصورات تحكم الأرض. (الديناصورات انقرضت منذ حوالي 65 مليون سنة، لكنها كانت قد حكمت الأرض لمدة تزيد ربما عن 120 مليون سنة). |
|