تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عروس الشعر

رؤية
الأحد 23-5-2010م
محمد قاسم الخليل

من يرجع إلى ديوان العرب سيلحظ علاقة حميمة بين دمشق والشعر ،وتمتد هذه العلاقة على امتداد التاريخ منذ العصر الجاهلي وحتى عصرنا الحالي الذي نحياه،ففي تاريخ دمشق الشعراء كثر ولدوا وأقاموا فيها.

ففي العصر الجاهلي جاء عمرو بن كلثوم وحسان بن ثابت ، وفي العصر الأموي برز من أساطين الشعر الفرزدق والأخطل، ويقال إن الشام ضمت في القرن الهجري الأول أكثر من مئة شاعر،وفي العصر الوسيط نبغت عائشة الباعونية.‏

حتى إذا وصلنا إلى القرن العشرين نجد ان عشرات من مشاهير الشعر نبغوا فيها ،بل تسمى ثلاثة شعراء بلقب شاعر الشام وهم سليم الزركلي ومحمد البزم وشفيق جبري وكان الأخير الأشهر بينهم بهذا اللقب،ويبقى نزار قباني الأكثر شهرة بين الشعراء الذين أنجبتهم دمشق.‏

وكثر هم الشعراء العرب الذين أحبوا دمشق وأقاموا فيها كالجواهري،أو وفدوا من مدن سورية واتخذوها موطنا كبدوي الجبل ومحمد الماغوط .‏

ما نريد أن نثبته هنا أن دمشق كانت على مر العصور عروس الشعر العربي وقلب العروبة النابض بالجمال والحب ،كما هي ملتقى الشعراء فمن حاراتها نبغوا وعلى ترابها ترعرعوا وفي ظلال بساتينها تفتحت قرائح وقيلت مدائح.‏

وتستطيع دمشق أن تباهي أخواتها من المدن العربية أنها أكثرهن قرباً إلى قلوب الشعراء العرب ، كأمير الشعراء أحمد شوقي و سعيد عقل.‏

ويضم ديوان الشعر العربي آلاف القصائد التي تغزلت بدمشق، وقد حاول بعضهم أن يجمع ما قيل فيها فما استطاعوا،وكلٌ أفلتت منه قصائد، مما يعني أن ما قيل في دمشق من الشعر عصي على الجمع والإحاطة ، وحري بنا أن ينتقل جميع ما قيل بعروس الشعر من الجهد الفردي إلى العمل الجماعي المنظم ،سواء عبر لجنة أو حتى هيئة ،وتوضع النتائج بين أيدي الأجيال لندرك مدى العلاقة الحميمة بين دمشق والشعر .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية