|
ثقافة
في المركز الثقافي العربي بأبي رمانة قدمت الفنانة التشكيلية صفاء عبد المجيد معرضاً فردياً ضم مجموعة من اللوحات الفنية المنفذة بتقنيات متنوعة، الألوان الزيتية - الإكريليك -الكولاج تتجه في أغلب أعمالها نحو التعبيرية وتقتر في بعضها الآخر من الأجواء التجريدية، اعتمدت مادة الإكريليك اللينة التي تستجيب مع المساحات البيضاء والكتلة اللونية ذات الملمس الانطباعي وهذا مايخدم اللوحة من الناحية التقنية، إضافة إلى إعطاء الفنان رؤية وإيماءات جديدة غير متوقعة. لوحة دمشق القديمة تحمل إلى المتلقي مشاهد من ذكريات طفولته، حيث تظهر بريق الصبا ولون الحياة المفعم بالحيوية والحبور وأيضاً تظهر انسجام وتناغم أهالي هذه الأحياء والقصص والحكايا التي يرويها الأجداد للأحفاد بين جدرانها الطينية الدافئة. والتي بدت تلك المشاهد تنحسر وتتلاشى رويداً رويداً فنخشى من أيام الصدأ أن تخطف نضارة تلك البيوتات وجمالها، ولايتسنى لنا أن نلمس تلك المشاعر التي كانت سائدة إلا عبر أعمال توثيقية أو تصويرية. لوحة دروب الياسمين في المعرض تذكرنا بالشاعر الكبير نزار قباني عندما قال: للياسمين حقوق في منازلنا وقطة البيت تغفو حيث ترتاح، طاحونة البن جزء من طفولتنا فكيف أنسى وعطر الهيل فواح؟ ثمة بعض الأعمال التجريدية في المعرض غير واضحة وماهياتها مبهمة حيث يصعب على الزائر استشفاف مايدور في أجوائها، فلا يحتوي العمل على أي هيكل تمثيلي من الواقع المرئي، لاشخوص ولابيوت بل بقع لونية منتشرة على مساحة اللوحة تعطي إحساساً بالمتعة البصرية. وحول سؤال عن انحيازها إلى اللوحة الجدارية؟ أشارت: لأنني أرى أن ضخامة العمل من أهم قيم الجمال وكذلك أن الكتلة اللونية ذات المساحة الواسعة هي قيمة تشكيلية صعبة تستجيب مع طموحي في الأداء الفني الذي بدأ بالتجربة الواقعية، وكون اللون يخرج من شكله الواقعي التصويري إلى التجريد، فطريقة هدم الشكل وبناء اللون الواحد ومشتقاته هو وسيلة لبناء لوحة متكاملة وهو إشباع ذاتي للعمل التجريدي، إنه ينبع من داخل الإنسان ويعطي انفعالية مشبعة للحالة النفسية للإنسان، لكن البناء الجديد للون يصبح أكثر حساسية عندما ينتقل من الحالة الواقعية إلى الحالة المجردة ، فاللون له وجهان وجه مضيء ووجه عاتم، فما بين اللونين تنتقل الأحاسيس التشكيلية وتتوزع حسب التحسس الخاص للفنان بهذه العلاقتين. وعن بناء اللون وهدمه إشارة إلى أنها تعمل على سطح اللون بطريقة البناء والهدم، أي بوضع اللون القوي على السطح ثم بعد نشفانه أعود وأشفه بلون آخر ليصبح في العمل تناغم لوني يجذب العين ويريحها، وهذه لعبة لونية عفوية لإظهار بعض الرموز الكتابية المبهمة وغير المدروسة وبعض الكولاجات التي تخدم اللوحة وألوان الباستيك التي أضيفها بعد أن يشف اللون تماماً. شاركت الفنانة في عدة معارض جماعية في صالة البعث وأبي رمانة ومع طلاب أدهم اسماعيل، وشاركت أيضاً في عدة ورشات عمل. |
|