تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


القضايا المؤجلة

حدث وتعليق
الخميس 25/10/2007
عدنان علي

من المخلفات السيئة لاتفاق أوسلو مصطلح (القضايا المؤجلة) والتي هي القضايا الجوهرية في المسار الفلسطيني من الصراع العربي - الإسرائيلي , أي القدس واللاجئين والمستوطنات والمياه وحدود الدولة الفلسطينية الموعودة .

والواقع أنه لا يمكن لعاقل أن يتصور حلا للصراع دون معالجة هذه القضايا بشكل واضح وحاسم , والا فان السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه هو : عما يدور الحديث اذا ?‏

ولعل الاستراتيجية الاسرائيلية الثابتة والمستمرة في التهرب من بحث وحل هذه القضايا , تشير الى حقيقة عدم جدية اسرائيل بحكوماتها المتعاقبة في الانخراط بعملية سياسية جادة تفضي الى نتائج ملموسة لانهاء الصراع وتحقيق السلام . وحتى عندما كانت تجري مقاربات لهذه القضايا في ظروف معينة وتحت الضغط الدولي , فان اسرائيل تطرح دائما ما لا يمكن قبوله لا من جانب الفلسطينيين مهما كانو (معتدلين ومرنين) أومن جانب بقية العرب .‏

واليوم يتكرر السيناريو نفسه , ثمة أجواء دولية يرتاب كثيرون في دوافعها وظروفها , لكنها تضغط بطريقة ما من أجل دفع عجلة التسوية الى الامام والتي بات ثمة قناعة راسخة لدى اطراف كثيرة باستحالة تقدمها ما لم توضع القضايا الرئيسية منذ البداية على الطاولة .‏

أما اسرائيل فهي تتمسك بسياستها التقليدية في محاولة القفز عن هذه القضايا واضاعة الوقت في تفريعات وزواريب جانبية غالبا ما تختلقها هي بنفسها لافقاد العملية زخمها , وامتصاص الاهتمام الدولي تدريجيا وصولا الى وأد العملية والعود الى نقطة الصفر من جديد.‏

لا شك أن هذه الدورة المتكررة من الاهتمام الدولي تحت ضغط ما, يقابله تعقيدات اسرائيلية مدروسة , ينتج عنها يأس عربي وفلسطيني قد يترجم بتجدد المواجهات ميدانيا في الاراضي الفلسطينية , ليعقب ذلك فتور دولي من جديد .. هذه الدورة سوف تتكرر هذه المرة مع التحضيرات المتعثرة لاجتماع انابولس وستبقى القضية الفلسطينية مجرد ورقة بيد القوى الكبرى يمكن تحريكها بين الفينة والاخرى طبقا لأجندة هذه القوى .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية