|
صفحة ساخرة موسى الخوري - أنور نعمان, وسواهم. وكان بين هؤلاء الأستاذ سعيد الأفغاني الذي لم يكن يحمل لقب دكتور, لكنه كان موسوعة ثقة في النحو والصرف واللغة, وقد حرصت يومذاك في الخمسينيات المتوسطة ألا أغيب عن درس واحد من دروسه. في المناسبة فإن له أكثر من عشرين كتاباً بين مطبوع ومحقق , منها: توجيه إعراب أبيات ملغزة - من تاريخ النحو - الإسلام والمرأة - الموجز في قواعد اللغة العربية - تقرير عن أغلاط المنجد - في أصول النحو ..الخ. وكان للأستاذ الأفغاني أسلوب خاص في التعامل مع طلابه, فقد كان يكره كثيراً اختلاط الذكور مع الإناث, حتى إذا دخل الصف - وهو المدرج الصغير في الطابق الثاني من مبنى الجامعة القديم, ورآهم مختلطين, قلب وجهه غضباً وأمر بابتعاد الذكور عن الإناث .. إلى الوراء تماماً. ويروى أنه وقف يوماً عند الرصيف, يلاحظ مرور إحدى الجنازات فسأله أحدهم من (المتوفي ) فقال: الله. فغضب السائل وكاد يتهم الأفغاني بالكفر, فاستدرك الموقف قائلاً: إن الذي يتوفى الناس جميعاً هو الله تعالى , وكان ينبغي أن تقول: من هو (المتوفى). وذات يوم كان يحدثنا عن الأغلاط التي يقع فيها بعض الكتاب, فقام: أحد الطلاب يعترض ويقول: أنت تقول هذا غلط, وهذا غلط ونحن نرى أن كبار الكتاب يستعملون هذا الغلط. كان من عادة الأفغاني حين يستفز ويغضب أن يتمايل بجسده القصير يمنة ويسرة كأنه يرقص, وهكذا فإنه استشاط غضباً ورقص وهو يقول: كبار الكتاب ?! من تعني? شكوكو. ومعروف أن ( شكوكو ) هو الممثل المصري محترف التهريج. |
|