تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مضحكو العرب...الزوزني البحّاثي

صفحة ساخرة
الخميس 25/10/2007
قد يتبادر الى الذهن أن لصفعة (البحّاثي) علاقة بالبحث, لولا أن خير الدين الزركلي في (الأعلام) يوضح أنها نسبة الى جد له يدعى: بحّاث.

أما الزوزني فهي نسبة الى (زوزن) وهي بلدة بين نيسابور (في إيران) وهراة (في أفغانستان) لا تعلم سنة ولادته, كما هو حال كثيرين من الأعلام, لكن وفاته كانت في 463ه-1071م في (فزنة) واسمه الكامل كما يذكره صالح جودت في (شعراء المجون) هو محمد بن اسحق الزوزني البحاثي.. القاضي.‏

وقد كان من أهل العلم, وله أشعار مصنفة كثيرة جعلته في قمة عصره علماً وأدباً وظرفاً وخفة ظل. وكان الناس يحترمونه مرتين, مرة لعلمه وفضله, وأخرى لأنه كان هجاء, فكان الجميع يخشون مرارة لسانه.‏

ويُنقل عنه قوله:‏

(لم يفلت أحد من هجائي إلا القاضي الامام صاعد بن محمد رحمه الله, فإني قد صورت في نفسي أن أهجوه, فحين تأملت في حسن عباءته وكمال فضله, استحييت من الله تعالى, وتركت ما أَجَلْته في فكري).‏

وقد اتفق أهل عصره, على أنه أهجى أهل عصره.‏

من ذلك قوله في هجاء صاحب دعوة لها:‏

سألونا عن قراه فاختصرنا في الجواب‏

كان فيه كل شيء بارداً إلا الشراب‏

وقال في هجاء آخر يدعى: البيهقي:‏

إلا ان هذا البيهقي محدث »مسيلمة) الكذاب في جنبه ملك‏

ففي وجهه قبح وفي قلبه عمى وفي نطقه كذب وفي دينه حلك‏

وكان للزوزني في ولع في قلب الأسماء فالبارع جعله الباعر, وكذلك فعل باسم يوسف, من الحرف الأخير حتى الأول. ويذكرنا هجاؤه نفسه بهجاء الحطيئة نفسه, فقد قال الزوزني في لحيته هو:‏

يا لحية قد علقت في عارضي لا أستطيع لقبحها تشبيها‏

طالت ولم تفلح ولم تك لحية لتطول إلا والحماقة فيها‏

ويقول ياقوت:‏

إن للزوزني شعراً من الطبقة العليا, وله قصائد غر, ومقعطات في الغزل مأثورة, وكان ينسخ كتب الأدب أحسن النسخ, ومنها »يتيمة الدهر) في خمسة مجلدات وكتاب »غريب الحديث) لأبي سليمان الخطابي وهو أول من شرح ديوان البحتري شرحاً فريداً.‏

ومن أقواله الأخيرة, وقد شعر بدنو منيته:‏

ليت شعري إذا خرجت من الدنيا فأصبحت ساكن الأجداث‏

هل يقولنّ إخوتي بعد موتي رحم الله ذلك »البحّاثي)‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية