|
صفحة ساخرة والسبب في ذلك كثرة الأنواع التي تتضمنها واختلافها فيما بينها, إذ تشمل السخرية واللذع والتهكم والهجاء والنادرة والدعابة والمزاح والنكتة و (القفش) والتورية والهزل والتصوير الساخر (الكاريكاتوري ). والسخرية أرقى أنواع الفكاهة, لما تحتاج من ذكاء وخفاء ومكر, وهي لذلك أداة دقيقة في أيدي الفلاسفة والكتاب الذين يهزؤون بالعقائد والخرافات, ويستخدمها الساسة للنكاية بخصومهم وهي حينئذ تكون لذعاً خالصاً. وقد تستخدم في رقة وحينئذ تكون تهكماً إذ يلمس صاحبها شخصاً لمساً رقيقاً كأن يرى مثلاً مؤلفاً لكتاب من كتب مدارس الروضة ملأه بالرسوم والشخوص, فيقول له: إنه كتاب كلاسيكي, يقصد أن ثياب الشخوص ليست عصرية. وعلى ذلك فاللذع والتهكم لونان من ألوان السخرية. وعلى عكس مانجد في التهكم من رقة يكون الهجاء, إذ يعبث صاحبه بمن يهجوه عبثاً ليس فيه رقة ولاخفة, بل فيه الفظاظة والخشونة, فصاحبه لايهمه شعور الضحية المسكينة التي يعتدى عليها, إنما يهمه أن يخنقها خنقاً وأن يبلغ من ذلك الغاية. |
|