|
مجتمع
لهذا نلاحظ في الآونة الأخيرة أن كافة الجهات الأهلية والمحلية وبشكل خاص الحكومية منها تسعى جاهدة لتوفير كل مايلزم لدعم أطفالنا وتحسين قدراتهم ومهاراتهم على اعتبار أن الانسان بشكل عام, والأطفال بشكل خاص, هم مصدر كل تنمية لذلك كان الاستثمار في الانسان هو من أعظم وأهم المشاريع التي يمكن لأي مجتمع القيام بها والعمل قدر المستطاع لإنجاحها وذلك يكون بعدة أساليب وطرق من أهمها.. الاهتمام بالأسرة وتوعيتها بكيفية التعامل مع النشء على اعتبار أن الأسرة هي الحلقه الأولى في تشكيل شخصية هذا الطفل وتقديمه الى المجتمع بالشكل اللائق والمطلوب..وذلك عن طريق اقامة ورش وندوات ودورات ثقافية لتوعية الوالدين بأهمية وأثر التربية السليمة لنشء سليم.. فقد تعدى دور الأسرة تقديم الحاجات الأساسيه كالطعام والشراب والأمان والسكن وغيره باعتبار هذه الأمور من باب الرعاية وليس التربية.. لذلك يجب اعطاء الأهمية القصوى لتلك الدورات والندوات للتمييز بين الرعاية والتربية.. فالرعاية تتلخص بتأمين الحاجات الأساسية السالفة الذكر.. أما التربية فهي فن بحد ذاتها لتوجيه هذا النشء في اتجاه سليم يكون كفيلا لقيام مجتمع صالح معافى قادر على النهوض بأبنائه في أصعب الظروف..وعلى بقية فئات المجتمع التعاون لإنجاح دور الأسرة. ويأتي دور المدرسة مكملا لدور الأسرة وتقديم ما لا تستطيع الأسرة تقديمه. فالمدرسة بطبيعة الحال هي الحلقة الثقافية التعليمية والنافذة الأولى على العالم خارج حدود الأسرة.. لذلك يكون دورها بالغ الأهمية والخطورة من حيث نجاح مهمتها في تنمية معارف ومدارك الأطفال, وتحسين وتوسع مستوى تفكيرهم وادراكهم للواقع.. من خلال منظومة متكاملة من القيم الدينية والخلقية والتربوية والثقافية والمعرفية التي تدعم انتماء النشء الى ثقافته وقيم مجتمعه.. فيجب عليها مشاركتهم بكافة الأنشطة المتنوعة على كافة الأصعده.. تعليمية وترفيهية وتربوية الى ماهنالك وتكون الداعم لهم في كيفية اختيار ميولهم وتدعيمها وتوجيهها للطريق السليم بما يضمن الوصول الآمن بالطفل الى مستقبل ضامن لتأمين حياة سليمة. لذلك عند إشباع النشء بالحاجيات الأساسية والضرورية سواء الحاجات البيولوجية أو الفكرية يكون المجتمع قد ضمن هذا النشء من الضياع والتشرد, ووضعه في قائمة المنتجين والفاعلين والمؤثرين في المجتمع, بدلا من قائمة المستهلكين.. ففي بناء النشء قوة مجتمع وتحصينه وتنميته. لهذا من الطبيعي جدا أن تكون نظرة الوالدين في تقييم الأشياء مختلفة عن نظرة الأبناء.. فكل يراها من حيث هو.. ومن حيث تحصيله أو خبرته أو توقد ذهنه وانفتاحه, لا من حيث عمره أو سلطته أو ماشابه ذلك. ما أحوجنا في هذا الوقت لإعادة بناء الإنسان بناء يضمن النهوض بالمجتمع وتخليصه من رواسب أبي جهل وتحريره من كل ما علق في ذهنه خلال هذه الحرب القذرة التي ما زالت مشتعلة.. ولا يمكن إخمادها إلا بسلاح الوعي المجتمعي والاستثمار في النشء الذي هو الضمانة المستقبلية التي تعيد البسمة إلى كل طفل وإلى الكبير والصغير في بلدنا. |
|