|
مجتمع
دعت وزارة الأوقاف قبل أيام التجار وأصحاب المحال الى تخفيض أسعارهم وبيعها للمواطنين بسعر التكلفة أو على الأقل بربح قليل، وجاءت هذه المبادرة تحت عنوان (زكاتك ..خفض أسعارك)، وقد لاقت هذه المبادرة ذات البعد الإنساني الكبير قبولا كبيراً عند شريحة واسعة من التجار وأصحاب المحال وقد سارع الكثيرمنهم الى التفاعل معها بشكل إيجابي، حيث قاموا بطرح الكثير من المنتجات بسعر التكلفة وبيعها للناس بأقل ربح ممكن، فيما انعكس ذلك ترحيباً وإقبالاً عند المواطنين الذين أشادوا بهذه المبادرة وذلك بعد التجاوب من التجار وأصحاب المحال، على اعتبار أن ذلك يخفف من أعباء الحياة ومتطلبات المعيشة ، وكذلك يعزز قيم المحبة والإنسانية والأخوة التي تجمع أبناء الشعب السوري. صحيفة (الثورة) ، وفي متابعة منها لنقل الواقع والصورة بحقيقتها وبأدق تفاصيلها، جالت في أسواق الميدان والجزماتية والتقت بعض التجار وأصحاب المحال والمواطنين ونقلت مشاعرهم وردود أفعالهم حول هذه المبادرة الإنسانية وتجاوب أبناء الوطن معها. حسومات ومبيعات كثيرة.. صاحب (سنتر عبيد) في حي الجزماتية قال :إن هذه المبادرة تجسد قيم المحبة والاخوة التي تجمعنا جميعا، وقد سارعنا الى التجاوب معها لما فيها من خدمة للمواطن ومساعدة له على شراء حاجياته الأساسية بأقل ثمن، وقال حسان العسه محاسب المبيعات في السنتر إن نسبة المبيعات كانت عالية جداً وتجاوزت الـ 70%، وأضاف العسه أن معظم البضائع كنا نبيعها من المستورد الى المواطن وبحسومات كبيرة ، وقد شاركتنا في هذه المبادرة كثير من شركات الأجبان والألبان التي طرحت منتجاتها بسعر التكلفة، وبين العسه أن أكثر المنتجات مبيعاً كانت خلال الأيام القليلة الماضية هي الزيوت والسكر والمعكرونة والشاي حيث كان الاقبال عليها كبيرا بسبب ثمنها المقبول مقارنة مع ثمنها في المحلات التي لم تدخل ضمن هذه المبادرة. بدوره السيد لبيب شامية صاحب (ماركت الحسن) في حي الميدان قال: إن الامر المشجع الذي ساعدنا على الاستجابة لهذه المبادرة (زكاتك خفض اسعارك )، هي استجابة التجار وأصحاب المعامل والشركات الذين تعاونوا معنا في بيعنا بعض منتجاتهم بسعر التكلفة ودون أرباح ونحن بدورنا قمنا ببيعها للمواطنين بذات السعر دون ربح ، ويضيف شامية أن نسبة الحسم لبعض البضائع وصلت الى نحو 20% خصوصا على المنظفات والحبوب والأجبان والزيوت . بدوره قال صاحب محل حلويات قويدر: إنه تجاوب مع هذه المبادرة واجرى تخفيضات على الحلويات الشعبية التي يحبها ابن البلد ويرغب بأكلها بشكل دائم وهي المدلوقة بالقشطة حيث أن سعر الكيلو هو 2600 ليرة سورية وبعد الحسم أصبح 1200ليرة سورية، أي أن الحسم تجاوز الـ 50% ، أما النوع الثاني الذي أجرينا عليه الحسومات فهو العصملية التي كان ثمن الكيلو منها هو 3000 ليرة سورية وبعد الحسم أصبح 1500ليرة سورية.
صاحب محل (داوود اخوان) السيد أبو زهير داوود (رئيس لجنة المبادرة) قال إن هذا العمل هو إنساني وواجب وطني ويتوجب على كل تاجر وصاحب محل حر وشريف ان يتجاوب مع هذه المبادرة الإنسانية التي تهدف الى التخفيف عن الناس، وأضاف داوود أنه خفض أسعار بعض الحلويات لديه الى النصف تقريباً حيث أصبح ثمن كيلو التمر 750 ليرة سورية بعد أن كان 1200 ليرة سورية. وذكر صاحب محل (حلويات رشاد): إنه أجرى تخفيضات على معظم الحلويات (المعمول والبلورية والمبرومة والكول وشكور ..الخ)، وقد لاقى ذلك صدى طيباً عند المشترين ، أما صاحب محامص السعادة فقال :إن التخفيضات عنده كانت على بزر دوار الشمس حيث أصبح الكيلو 1900 ليرة سورية بدلا من 2500 وكذلك البن الذي أصبح ثمن الكيلو منه 2800 بدلا من 3400 . إنسانية بالدرجة الأولى .. من جهته أكد صاحب مركز قصار للمنظفات أنه تجاوب بسرعة معه هذه المبادرة لأنها إنسانية بالدرجة الأولى وتهدف الى التخفيف عن كاهل الناس، وأنه أجرى حسماً على المنظفات والمحارم والعصرونية بنسبة 30% ، وأضاف أن هذا الامر انعكس إقبالا عند الناس على الشراء وأن حركة البيع عنده زادت بشكل ملحوظ، خاصة على المحارم ومساحيق الغسيل. من جانبه قال السيد بشار الخن من ماركت (ون مول) :إن هذه المبادرة جاءت في وقتها تماما بعد ارتفاع الأسعار بشكل جنوني نتيجة الحصار على سورية، مضيفاً أن الاقبال كان كبيراً على الرز والسمنة والطحين والمعكرونة والجبنة ومنظفات الافراح ومدار وليتس، وأن الحسومات كانت من 10 الى 15% ، وقال الخن إن اليوم الجمعة سيكون بمثابة مهرجان لتخفيض الأسعار في منطقة حي الجزماتية حيث ستشارك أكثر من عشرين شركة في بيع منتجاتها للمستهلك مباشرة وبسعر التكلفة. تفاوت في الأسعار .. السيدة هنادي قصيباتي (كفير يابوس)أوضحت أنها سمعت بالمبادرة من التلفزيون العربي السوري وجاءت الى هنا لتشتري حاجياتها الأساسية خاصة السكر والشاي والرز والزيوت نظرا لتفاوت الأسعار الكبير بين المحال التي تبيع خارج المبادرة وبين المحال التي أعلنت تجاوبها وتخفيض أسعارها. كذلك السيدة شيرين صدقي التي كان رأيها مطابقاً لرأي السيدة قصيباتي ، حيث أضافت صدقي أن الأسعار كانت تشجيعية ومنافسة، مضيفة أن هذه المبادرة من شأنها أن تعزز قيم التسامح والمحبة بين أبناء السوري الذين هم أحوج ما يكونون الى التراحم والتلاحم والتكاتف فيما بينهم في هذه الظروف الصعبة. الوطن بخير .. وبينت السيدة أم رضوان ناجي (ربة منزل): إن تخفيض أصحاب المحال لمنتجاتهم يؤكد ان هذا الوطن لايزال بخير ما دام أبناؤه يشعرون بوجع بعضهم البعض، ودعت أم رضوان الله أن يفرج عن هذا البلد بسرعة لانه شعب طيب جدا، وهو من أحسن وأفضل شعوب العالم بطيبته وأصالته. أما السيدة أم أسامة دركل فقالت بدروها إنها سعيدة بأن قيم التسامح والخير لا تزال موجودة في هذا الشعب الأصيل، مضيفة أنها لمست فروقات سعرية حقيقية في بعض المواد الأساسية كالزيت والسكر والرز وصل الى أكثر من مئتي ليرة في ثمن الكيلو الواحد. نختم بتمنياتنا أن تتعزز هذه المبادرة على مساحة الوطن كله وألا تتقيد بحدود زمنية، كذلك يمكن القول إن مبادرات الخير والمحبة والإنسانية لا تحتاج الى دعوة أو دافع أو محرك أو زمان أو مكان، بل هي ترتبط بأصالة وقيم الإنسان وما أجملها وأنقاها وأطهرها لو جاءت من منطلق ذاتي وإنساني يواكب ويحاكي أوجاع الناس وهمومهم. |
|