|
ثقافة
تعددت أشكال النشاط الثقافي الذي بات من أهم أسباب السعي للحفاظ عليها هي مفرزات العصر التي ألقت بظلالها حيثما حلّت فأصبح من الضرورة أن تأخذ الثقافة بأشكالها وجهاً جديداً غير تقليدي يواكب هذه التحولات مع الحفاظ على الأصالة بذات الوقت. صدر عن الهيئة العامة للكتاب كتاب (الآداب والفنون والارتقاء بالثقافة) من إعداد وتوثيق الأستاذ نزيه الخوري نسرد بعضاً منه: فمن ما كتب الكاتب حسن م يوسف (القصة القصيرة لحظة..إلى الأبد) أراد بها الإشارة إلى أن احتضان الأدباء للشكل القصصي في كل مكان كان للتعبير عن قضاياهم الذاتية وخصوصياتهم الحضارية لاسيما أن القصة الجيدة فكرياً وفنياً تعيش في وجدان القارئ إلى الأبد. تعالت بعض الأصوات لتقول بعجز القصة القصيرة عن مجاراة التحولات العميقة التي يشهدها العالم باعتبارها:(حكاية مغلقة ذات نواة مركزية صلبة).فكيف لها أن تعبر عن أزمنة مفتوحة حد الإنفلاش يكاد أن يكون إيقاع التطور فيها أسرع من الخيال ؟ والبعض الآخر يقول الثورة التكنولوجيا و وسائل الاتصال ستقضي نهائياً على هذا الفن. رغم توقف الكثير من الصحف العربية عن نشر القصة القصيرة فإن من الواقع المادي الملموس يثبت بوضوح أن القصة لم تمت ولن تموت قريباً فهي لا تزال تكتب وتنشر وتقرأ في كل أنحاء العالم. المسرح حياة وحركة رأى الدكتور ماهر الخولي من خلال ما كتبه أن التطورات والتغيرات العديدة التي شهدها المسرح تزامنت مع تعاقب العصور فتركت أثراً مختلفاً في كل حقبة. حملت نصوصه التراجيديا والكوميديا أحياناً وتأثر بالفلسفة أحياناً أخرى.إلى أن ظهرت المسرحية الموسيقية (الأوبرا) والمسرحية المرتجلة في عصر النهضة في إيطاليا. إلا أن مفهوم الإخراج المسرحي لم يتبلور إلا في منتصف القرن التاسع عشر, فكان أول عرض مسرحي في بيروت عام ١٨٤٨.وفي دمشق قدم الشيخ أحمد أبو خليل القباني عدداً من المسرحيات عام ١٨٧٨ وفي مصر كان عام ١٨٧٠. كانت فترة الازدهار في الكتابة المسرحية في مصر على أيدي توفيق الحكيم و عبد الرحمن الشرقاوي... وفي سورية برز كتاب و مسرحيون متميزون نذكر منهم:سعد الله ونوس و ممدوح عدوان... الفن التشكيلي توثيق وآفاق رأى الاستاذ سعد القاسم أن السمة الأميز للفن التشكيلي المعاصر في سورية هي تعدد اتجاهاته وغناه بالتجارب المهمة رغم عمره القصير نسبياً, فنقاد العصر ومؤرخوه يعدون مطلع القرن العشرين بداية الفن التشكيلي السوري بمفاهيمه الحديثة. اختلفت أساليب الفن التشكيلي لدى العديد من الفنانين إلا أن تباين اتجاهات الفنانين وأساليبهم في مرحلة الريادة عموماً لم يخرج عن الواقعية التي ظلت مستمرة في الأجيال الفنية المتتالية بأشكال شتى, ثم تلتها مرحلة الحداثة التي ترجمت مفاهيم فكرية تشكيلية تراوحت بين تأصيل الإبداع التشكيلي وتوثيق صلته بعصره. مع البدايات الأولى للفن التشكيلي السوري المعاصر ظهرت أولى المحاولات في الكتابة عنه ورغم أن كثير من المحاولات قد غلب عليها الطابع الأدبي لكون من تصدى له هم الكتاب والأدباء فإنها بقيت بكل الأحوال الأساس الذي قامت عليه الكتابات اللاحقة إضافة إلى أنها قدمت مساهمة مهمة جداً في تعريف الجمهور بالفن التشكيلي. السينما حلم يتجدد بدأ الاستاذ عمار أحمد حامد بقول لفريدير كو فيلليني (السينما تستخدم لغة الأحلام وهي لغة قدت من صورة وفي السينما الحقيقة كل شي وكل ضوء يعني شيئاً تماماً كما في الحلم). فعندما رأى النقاد والكتاب ما يمكن أن تفعله السينما بامكانياتها وجدوها تشبه الحلم فهي متحررة من أي قواعد محدودة في العالم الحسي وكذا الحلم. السينما التي تستند اسمها من الأصل اليوناني (kinena) وتعني الحركة ارتبطت دائما بقدرتها على نقل اللا وعي الإنساني إلى مشهد بصري ومثل هذا النقل لا يتم إلا بوجود أدوات تكنولوجية:التصوير السينمائي والصوت وآلة المونتاج... فليس من الصعوبة أن تجد علاقة متبادلة بين الوعي/الإدراك والكاميرا. الصحافة.. مواكبة وتحليل بين المواكبة والتحليل رأى الأستاذ علي قاسم أن العوامل المؤثرة في الإعلام قد تداخلت بدءاً من التطور التقني وليس انتهاء بمزاج القارئ. فكان مفهوم المواكبة بمعناه الحرفي أو التقني قائماً ولكن بطريقة الصحافة وليس بالمفهوم التقليدي للمواكبة إضافة إلى تعمق أكبر في التحليل. كما أن احتفاظ الصحافة في تحليل الأحداث وصولاً إلى مواكبة التشكيلات الإضافية للرأي العام من خلال تتبع الأحداث, أسهم في تعزيز الدور الإضافي للصحافة كونها المنبر المختص بالتحليل الذي لا غنى عنه في المواكبة من بوابة التوثيق. بدأت الصحافة رحلة انتقالها الأساسية من التغير الوظيفي لدورها ومن صحافة الخبر إلى صحافة الرأي. نتيجة التطورات التقنية,باتت الصحافة تلجأ إلى المزاوجة بين العمل الصحفي الورقي و الإلكتروني عبر إحداث مواقع إلكترونية تابعة للصحيفة وأدخلت معها تقنية نشر الفيديو للجذب. الإعلام والثقافة وجهان لهدف واحد لفت الاستاذ محمد البيرق أن (الارتقاء بالثقافة) مفهوم جدلي ظهر في القرن العشرين لأنصار الحركة الكلاسيكية الذين يطمحون لتحقيق الصورة المثلى لمفهوم الثقافة. اختلف الباحثون بتعريف مفهوم الثقافة ليكون الإجماع على توصيفها بأنها مجمل ما يقدمه المجتمع من عادات وقيم وسلوكيات وعلاقات يتعلمونها ويتكيفون معها وما الإعلام إلا انعكاس للحالة التي يعيشها المجتمع لذلك يجب أن يماثل في صفاته ميزة الموشور,الذي هو وسط شفاف منه يتحلل اللون الابيض إلى جميع الألوان. فالثقافة هي المادة الخام لأوجه الصحافة بينما الإعلام يوجه الرأي العام نحو القضايا المختلفة ليكون وسيلة إيصال للثقافة والمصدر الأساسي لتغذية المجتمع بمختلف المنتجات الثقافية والإبداعية. |
|