|
قاعدة الحدث كالذي نفذته وتنفذه المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية منذ عام 2011، لا بل يعود الأمر الى ثمانينات القرن الماضي وما قام به أسلافهم من الإخوان المسلمين من استهداف عدد كبير من المفكرين والأطباء وأساتذة الجامعات في المدن السورية، بعدها كم سمعنا عن اغتيالات علماء من العراق وإيران في الوقت الذي تقود فيه الولايات المتحدة حرباً ضروساً ضد البرنامج النووي الايراني وفي كل مرة تكشفش التحقيقات أن الموساد والسي آي إيه يقفون وراء عمليات الاغتيال. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت قالتها صراحة: «ماذا نستطيع أن نفعل مع العراق غير تدمير عقوله التي لا تستطيع القنابل الذرية أن تدمرها». اليوم ومع فشل مشروع تدمير سورية بالتآمر عليها، يلجأ هذا العدو ومن ينفذ مخططاته الاجرامية من جديد الى اغتيال أحد أهم الأدمغة السورية الدكتور عزيز إسبر المتخصص بالفيزياء الذرية والوقود الصاروخي السائل، وكم حاولت اسرائيل استهدافه، حيث قامت بعدة غارات على مركز البحوث كان آخرها في 22 الشهر الماضي، فأوكلت المهمة لعملائها من المجموعات الارهابية التي تعمل بإشراف الموساد والمخابرات الأمريكية والتي أقاموا لها معسكرات تدريب في الأردن وتركيا، وحددوا لها أسماء عدد من العقول السورية والايرانية وقادة المقاومة والعسكريين كالعملية التي قاموا فيها باغتيال الطيارين السوريين المدربين على أحدث الطائرات قرب حمص، حيث تمت عملية الاغتيال بالتنسيق مع الملحقية العسكرية الأمريكية في أنقرة أواخر العام 2011، ثم اتسعت دائرة الاستهداف لتطول أيضاً أحد أهم العقول في بحوث الطيران الدكتور سمير علي رقية الذي وصفته صحيفة هآرتس بالعقل المدمر وكان مدرساً لهندسة الطيران في مركز البحوث في حلب، حيث اغتالته يد الارهاب في عام 2012 أيضاً. في العام ذاته تم اغتيال اللواء المهندس نبيل زغيب الذي كان يعد من العقول الأساسية للبرنامج الصاروخي في سورية والأبشع في جريمة اغتياله أن الارهابيين الظلاميين قتلوه مع عائلته وهم من العصابات الارهابية التابعة لحماس بحسب مصدر فلسطيني بارز الذي كشف يومها أن هيلاري كلينتون وأثناء حديثها مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو قالت:»من قتل الجنرال زغيب يجب ألا يكافأ باغتيال مسؤوله العسكري» في إشارة لقتل اسرائيل أحمد الجعبري أحد قيادات حماس. أما أصغر العلماء سناً من الذين استهدفوا خلال هذه الحرب على سورية فكان الشهيد عيسى عبود في العام 2011 والذي سجل سبعة اختراعات على مستوى العالم ولم يتجاوز عمره 27 عاماً، وكان قد قدم أول بحث عن «تخزين المعلومات في الخلية الحية» عام 2000 وحصل على جائزة المنظمة العالمية للملكية الفكرية ولم يتجاوز عمره السادسة عشرة ثم سجل سبعة اختراعات لا سابق لها على مستوى العالم ما لفت الأنظار إليه ونال الاهتمام من عدة جهات لما قدمه من اختراعات منها» رجل آلي مزود بذاكرة مع برمجة كاملة ثم أجهزة تشويش وجهاز حماية الانسان من التيار الكهربائي أيضاً حماية المضخات المائية وتشغيلها أتوماتيكياً وغيرها العديد من الاختراعات كان آخرها برامج متخصصة بالأتمتة وأنظمة الذكاء الاصطناعي كان يعمل عليها في الفترة التي سبقت اغتياله، فكم كان هذا الشاب سيقدم للوطن لو لم تمتد اليه يد الارهاب التي اغتالت ثروة وطنية كبرى لا تعوض، فهؤلاء الذين فقدناهم هم أغلى ثروات الوطن وأساس بنائه العلمي والحضاري وأكبر الجرائم التي يرتكبها هذا العدو بأشكاله المختلفة الارهاب المدعوم اسرائيلياً وامريكياً هو اغتيال العقول السورية وتصفية الكفاءات والقدرات التي تؤرق هذا العدو، فما علينا سوى مواجهة هذا العنف بقوة الاصرار على مواصلة مسيرة العلم والمقاومة بمواجهة هذا الارهاب، والشعب السوري لن يتوقف عن الابداع وتقديم المبدعين الذين يقدمون علومهم في مجالات ترهب الأعداء، ولو سقطوا شهداء فإن علومهم وأفكارهم باقية كما قال غسان كنفاني «تسقط الأجساد ولا تسقط الأفكار». |
|