|
قاعدة الحدث وخاصة العقول المقاوِمة أينما وجدوا على امتداد العالم وحتى اغتيال رسامين مؤثرين بسبب انتمائهم الفكري والعقائدي، والذين يخشاهم الغرب وإسرائيل والغرب وتابعت العصابات الإرهابية نهجها فاغتالات العالم السوري عيسى عبود والعالم نبيل زغيب وبعده العالم عزيز إسبر وقبله العالم الفلسطيني فادي البطش التي اغتيل في ماليزيا، وعالم الطائرات من دون طيار التونسي محمد الزواري ، واغتيال كل مَن مِن شأنه ضرب أسطورة التفوق الإسرائيلي، وكل من قد يؤسس لمعادلة ردع في مجالات الذرة والصواريخ والطيران أو ما يخص تكنولوجيات المقاومة، بغاية هدم التطور والتقدم في البلدان العربية وفي خضمّ الفوضى والحروب التي تشهدها المنطقة برزت حرب من نوعٍ آخر، حرب خفية لكنّها لا تقلّ خطورة عن تلك الدائرة على أرض المعارك، هي حرب العقول. وبشأن اغتيالات الموساد للعلماء العرب يكشف كتاب (انهض واقتل أولاً) للكاتب الصهيوني رونين بيرغمان تاريخ الاغتيالات التي قام بها الكيان العنصري، وعنوان الكتاب مستمد من نصوص التوراة، ويعترف بيرغمان بأن الموساد اغتال منذ الخمسينيات أكثر2700 من العلماء والسياسيين. ولكن القائمة تطول إلى اغتيال الأدباء والمفكرين والفنانين العرب واغتيال الأطباء، والأساتذة الجامعيين، والمفكّرين والشخصيات البارزة، والعسكريين، والإعلاميين الذين لم يسلموا من القتل بسبب معاداتهم لأميركا والكيان الصهيوني ولأنهم يشكّلون خطراً على كيان الاحتلال، وخاصة من الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والعراقيين، وبينهم من قضى وسجل موته بسكتة قلبية بينما هو قد اغتيل بالسيانيد وسموم أخرى.. وتدل تقارير واعترافات لضباط موساد ومذكرات لقادة سابقين إسرائيل على أن قسما خاصا في جهاز الموساد يعمل على متابعة أسماء وأنشطة العلماء العرب ووضعهم على لوائح الاغتيال، وقد تأسس منذ نشأة إسرائيل عام 1948، اي قبل تأسيس جهاز الموساد وقد ورد في بعض هذه المذكرات حديث عن كتاب بعنوان «عن طريق الخداع» لضابط سابق في الموساد يدعى فيكتور أوستروفسكي، كشفت عن عدة اغتيالات لعلماء وسياسيين عرب وخصوصا تصفية الموساد لمئات من العلماء العراقيين بعد الاحتلال الأميركي عام 2003. وكذلك العلماء السوريون منذ العدوان على سورية عام 2011 وقبله. ويكشف كتاب للكاتبين الإسرائيليين ميخائيل بارزوهار ونيسيم ميشعال بعنوان «الموساد - العمليات الكبرى» كيف أن إسرائيل استطاعت الحصول على المعلومات اللازمة والوصول إلى أهدافها عبر شبكة تجسس واسعة تنتشر في أغلبية البلاد العربية والإسلامية. وإذا كانت إسرائيل تستهدف العقول العربية في كل الاختصاصات، فهي ركزت على علماء العلوم التطبيقية، حيث سعت إسرائيل لضرب فكرة اكتساب سورية ومصر والعراق وإيران القوة للعسكرية، وقد أدار الموساد الإسرائيلي حملة اغتيالات طويلة استهدفت علماء إيرانيين كبار بهدف إبطاء عجلة التنمية والتقدّم الذي أحرزته وخاصة في مجال الطاقة الذرية. وقد تعرض عدد من العلماء المصريين للقتل والاغتيال، بتدبير من أجهزة مخابراتية لا تريد لمصر التقدم، ومعظم العلماء العرب الذين يتم اغتيالهم من الموساد والغرب هم متخصصون في الفيزياء أو الذرة وفي مجال الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ والاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية . وتمت تصفية علماء عرب آخرين كثر وشخصيات بارزة في ظروف غامضة حملت كلها بصمات جهاز الموساد، من بينهم الفنان ناجي العلي و المقاومون عماد مغنية وسمير القنطار وقائمة المقاومين الشهداء الذين اغتالهم الموساد طويلة، ومن العلماء اللبنانيان حسن كامل الصباح ورمال حسن، والمصريان نبيل القليني ورفعت همام، والفلسطيني نبيل أحمد فليفل وغيرهم، ضمن قائمة طويلة تشمل جميع الاختصاصات. ولا تزال إسرائيل تسعى إلى إفشال كل تقدم علمي يؤدي إلى امتلاك دول محور المقاومة للخبرات العلمية انطلاقاً من حرص الاحتلال على توطيد تقدّمه العسكري والتكنولوجي ومنع دول محور المقاومة من التطور العسكري، وازدادت الاغتيالات بعد ما سمي بالربيع العربي وخاصة في سورية والعراق، تارة بأيدي الموساد والشين بيت وتارة بأيدي داعش وأخواتها كحرب استباقية تريد من خلالها كسب أي حرب مستقبلية. وفي العدوان الأطلسي على الأمة العربية حاولت دول الغرب وإسرائيل اغتيال العقل العربي بصورة جماعية عبر بث الأفكار التكفيرية والوهابية، ولا شك أن دول الغرب لعبت من خلال طابورها الخامس دوراً في زرع مافيات الرجل غير المناسب لوضعه في مكان يخرب فيه ببلده. ونعرف لماذا لا يندد الغرب ولا المنظمات الدولية كالعفو الدولية أو منظمات حقوق الإنسان أو الصليب الأحمر الدولي باغتيال أي عالم عربي، وهو أي هذا الغرب قد خبر هذا العالم ويعرف الجامعة التي درس فيها ويعرف إمكاناته منذ كان طالباً وهذا يبدو طبيعياً في ضوء محاولة أعداء الامة العربية قتل أي مفكر عربي يمكن أن يبرز، أو أي عالم يمكن أن يهدد الاحتكار الإسرائيلي للعلم والمعرفة والتكنولوجيات المتقدمة، وهو ما تثبته تصفية العقول العراقية والإيرانية والسورية والمصرية والعربية. علماً أن اغتيال العلماء جزء من إستراتيجية الفوضى المنظّمة التي اعتمدها الاحتلال الأميركي في تطويع شعوب المنطقة وإخضاعها، وسرقة تراثها وآثارها. وقد استهدفت إسرائيل أكثر من مرة مراكز البحث العلمي في سورية كما استهدف العدوان الثلاثي الغربي في نيسان الماضي مركز البحوث في ركن الدين، إضافة إلى استهداف عدد كبير من العلماء السوريين وخاصة المختصين منهم في المحالات العسكرية وفي مجالات المعلوماتية. |
|