تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أجندات الغرب أحرقها الميدان... إرهابيو داعش بالبادية بوصلة حراك الجيش العسكري.. فهل ستقرأ واشنطن رسائل الحزم السورية؟!

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الثلاثاء 7-8-2018
لن يترك الجيش العربي السوري قطعة أرض سواء كبر حجمها أم صغر إلا ويسعى لتحريرها، فوعده المقطوع أصبح قاب قوسين أو أدنى من التحقق في القضاء على وباء الارهاب المزروع بأيدي بعض المارقين.

لا يزال الجنوب على قائمة الانجازات التي باشر الجيش العربي السوري بتحرير جغرافيتها، فبعد تحريره درعا والقنيطرة، بدأ الجيش تقدماً برياً من عدة محاور باتجاه بادية السويداء وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي وقصف مدفعي وجوي طال مناطق سيطرة التنظيم في البادية.‏

كل ما يشهده الجنوب السوري يعطي سلم أولويات قدمها الجيش العربي السوري في طريق عمله المتواصل نحو تحريره وإعادته الى الحضن السوري.‏

وذلك العمل العسكري جاء استكمالاً لتحرير جغرافية الجنوب من العناصر الإرهابية ورداً على مجازر ارهابيي داعش الوحشية بحق أهالي محافظة السويداء، وما ارتكبوه بحقهم من جرائم يندى لها جبين الانسانية هذا من المنظور القريب.‏

أما في المنظور غير المباشر فإن العمل يأتي رسالةً قويةً موجهة للأميركي الذي يتخذ من التنف قاعدة له لتأمين حماية فلول داعش الهاربة من المناطق كافة.. رسالة للوقوف عندها بضرورة إيقاف ذلك الدعم للإرهاب وبالتالي الخروج من الاراضي السورية.. وهذا ما يراه مراقبون بأنه قد يحصل في القريب ولا سيما بعد معلومات بدأت تطفو على السطح تفيد بتوجه أميركي لتخفيض قواته في سورية تمهيداً لإنهائها بشكل كامل.‏

فقدوم عصابات داعش الارهابي بكل أسلحتها وعتادها وآلياتها ومعداتها من منطقة التنف، حيث تتواجد قوات الاحتلال الاميركي وأمام أعينها وبتسهيلات واضحة منها هو مؤشر خطر إلى اشتراك هذه القوات ودعمها لهذه الجريمة الارهابية ضد سورية وشعبها ووحدتها وضد الأبرياء والمدنيين، ويؤكد بشكل واضح أن القوى الأقليمية والدولية لا تزال تواصل استخدام هذه العصابات المجرمة في تحقيق أغراضها الخبيثة وأهدافها العدوانية.. فلابد من إيقاف تلك المهزلة الدولية.‏

ويتخذ إرهابيو «داعش» من منطقة البادية شمال شرق السويداء حيث توجد آخر تجمعات هذه الجماعة الارهابية في جنوب سورية منطلقاً لهجماتهم الإرهابية والاعتداء على القرى والتجمعات السكنية بريف السويداء من الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية.‏

إذاً داعش المدعوم من أميركا والغرب الاستعماري وإسرائيل وتركيا هو اليوم في حالة احتضار بعد أن ضاقت السبل بإرهابيي الجنوب السوري وداعميهم حتى اختنقوا في زاوية البلاد الشمالية الغربية الضيقة بمساحتها والمهمة بأبعادها السياسية والإستراتيجية لكونها الحصن الأخير الذي يلجأ إليه الإرهابيون بعد طردهم من جنوب البلاد وإحكام السيطرة على جبهات القنيطرة درعا والسويداء بشكل كامل.‏

الى الشمال واصلت القوات التركية المحتلة محاولات اللعب وفق أهوائها الاستعمارية بعد أن وصلتها انباء العودة السورية الى منبج قريباً وفق اتفاق ينص على عودة المدينة الى حضن الدولة السورية وهذا لم يرق مطلقاً لتلك العقلية الاخوانية، حيث قامت بتسيير دورياتها في محيط مدينة منبج الخاضعة لسيطرة «مجلس منبج العسكري» وقوات الاحتلال الاميركي، على طول الخط الفاصل مع مناطق سيطرة ميليشيا درع الفرات المدعومة تركياً.‏

وكانت عملية تسيير الدوريات التركية الأمريكية تأثرت بتوتر العلاقات بين البلدين على خلفية تصريحات الخارجية الامريكية حول اعتقال أنقرة للقس الأمريكي أندرو برونسون، وهذا واحد من أسباب كثيرة تبين هشاشة العلاقة بين واشنطن وانقرة وانعكاس تلك الهشاشة على أي تطور ميداني أو سياسي.‏

في سياق آخر لا تزال أزمة المهجرين بفعل الارهاب الاخواني الوهابي تبرز بشكل كبير في عناوين الحدث السياسي والميداني.. ففي وقت تعمل كل من سورية وروسيا والاصدقاء على إعادة الامن للمناطق وبالتالي تسهيل عودة هؤلاء المهجرين الى منازلهم تقوم بعض الاطراف الشريكة بدعم الارهاب الى وضع العصي في عجلات الحلول.‏

فالدولة السورية ومعها روسيا لطالما كانتا مع عودة جميع المهجرين السوريين الموجودين في الخارج والداخل إلى وطنهم وقراهم ومدنهم وبيوتهم، لكن هذه العودة لا تتعلق فقط بهذا الطرف وإنما تتعلق بالكثير من الدول التي فرضت على الشعب السوري ما يسمى «الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب» التي لا تستند إلى قرار لمجلس الأمن الدولي.‏

وتسعى بعض الدول وعلى رأسها أمريكا والغرب الى ذر الرماد في العيون لإبقاء تلك القضية معلقة على تنازلات قد تقدمها الدولة السورية لمصلحة أجنداتهم الخبيثة ومصالحهم المشبوهة في سورية.. وهذا لن يحصل أبداً فهو مجرد أضغاث أحلام.‏

وقد شهد الكثير من المناطق كالغوطة الشرقية والقلمون ودرعا وريفها عودة الآلاف من المدنيين الذين هجرتهم الاعمال الارهابية وذلك بتسهيلات كبيرة قدمتها الدولة السورية بمساعدة الحلفاء والأصدقاء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية