تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


استذكار الاٍرهاب

نقش سياسي
الثلاثاء 7-8-2018
مصطفى المقداد

مرت يوم أمس الذكرى الثالثة والسبعون لجريمة هيروشيما وناغازاكي من دون كثير اهتمام بحجم الكارثة التي سببتها الولايات المتحدة الأميركية في هاتين المدينتين اللتين ما زالتا تعانيان من آثار القنبلة النووية التي ألقيت على كل منهما.

الغريب أن الولايات المتحدة الأميركية أطلقت على القنبلة الذرية اسم (الطفل الصغير) وقتذاك وكأن ذاك السلاح الفتاك هو الأصغر من حيث القدرة التدميرية التي غيرت شكل العالم السياسي، والأغرب أن الولايات المتحدة الأميركية ذاتها تدعي الْيَوْمَ العمل على الحد من انتشار أسلحة التدمير الشامل في العالم فيما هي في الواقع تعمل على توسيع ترسانتها من مختلف أنواع الأسلحة في الوقت الذي تشجع فيه على الحروب وتدخل حروباً لتوسيع تجارة سلاحها وتشغيل معامل الأسلحة لديها.‏

وقد مثلت الساحة السورية اختباراً عملياً ودقيقاً لأكذوبة الإدارة الأميركية في الحد من انتشار الأسلحة الفتاكة وخاصة تلك الأسلحة المحرمة دولياً كالأسلحة الكيماوية التي كانت تمول بها الإرهابيين بشكل مباشر أو من خلال الوسيط التركي للقيام بأعمال إجرامية تحاول من خلالها إضعاف سورية واتهامها باستخدام تلك الأسلحة ذات الدمار الشامل والقتل الشامل للنفس البشرية.‏

هي السياسة ذاتها والسلوك ذاته حاولت الإدارات الأميركية المتعاقبة تغطيته بأردية كاذبة من مسميات حقوق الإنسان وحقوق الأقليات لكنها انكشفت وتعرت على الأرض السورية ، وها هي ترتد على المعتدي الأميركي لتذكره بجميع جرائمه التي بدأها مع قتل المواطنين الأميركيين الأصليين وصولاً إلى قتل جميع البشر مروراً بهيروشيما وناغازاكي وفيتنام وسواها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية