تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حاولوا ...تصحوا

عين المجتمع
الأربعاء 30-10-2013
رويدة سليمان

لعل أقسى آلام المجتمع البشري هي الحروب ،فهي من صنع الإنسان يلحقها بنفسه ولا تفرضها عليه البراكين و لا الزلازل والأعاصير .

في بلدنا حيث الأمن و الأمان ،الطمأنينة و الاستقرار ،التحدي والقوة والمقاومة ،فرضت علينا دول المؤامرة الكونية بدافع الحسد والطمع و التسلط و الهيمنة ،قتالاً شريفاً للدفاع عن الأرض والعرض،حلاً عسكرياً لا بديل عنه على أرضنا لتطهيرها من نجس ورجس أعداء الله و الإنسانية .‏

آلام هذه الحرب وويلاتها شملت جميع أبناء وطني دون استثناء،الكل تألم...توجع ...فقد عزيزاً،تكدس في صدره الحزن ،و ضاق عقله وضعف قلبه عن رؤية ما يرتكبه هؤلاء المرتزقة ،القتلة الخونة من جرائم دموية يندى لها جبين الإنسانية وسط صمت أممي و تشجيع ودعم ,وتمويل عربي و غربي .‏

مع الألم يضعف المرء،و يستكين و يخضع ،و تموت ما في النفس من مطامح و تبخس قيمة كل ما امتلكه المرء ،و يود لو يشترى به ما فقده،واذ يقوى الألم و الوجع يفرض الضجر و التذمر و قد يبلغ بصاحبه اليأس و الإحباط ...‏

للمحبطين و لليائسين و المتألمين نقول:العالم مليء بأشياء كثيرة رائعة و الطبيعة و حدها و روعة الكون أبسط دليل ...‏

حاولوا الخروج من عنق الزجاجة ،بضحكات الطفولة و صرخة مولود تحدى أزمة غلاء معيشية، و إرهاب ينشر الفوضى و الدمار و القتل في أي مكان يحل به،تسلحوا بزغاريد أمهات الشهداء،والانتصارات البطولية لجيشنا العربي المغوار ،و حديث الثقة و القوة و التفاؤل بالنصر للشهداء الأحياء.‏

حاولوا النجاح لأنه يسعدكم و يبهجكم ،و كما يفكر المرء في أعماق قلبه يقول: نعم لقد أخفق أديسون عشرة آلاف مرة في تجاربه لاختراع المصباح الكهربائي ،و لكنه لم ييأس .‏

حاولوا فالشخصية الناجحة هي الشخصية المصقولة بالمعاناة والتجارب المؤلمة ،و الإنسان يعلو على الألم .‏

حاولوا.. تَخْرجوا.. تسلموا ..تصحوا..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية