|
مجتمع حينما وجدها ابن الحاكم هي قصة جميلة من مجموعة قصص وحكايا صورتها برامج الأطفال وطالما فرحنا وسرقنا النوم ونحن نسمعها من فم أمهات أو جدات ونبقى نقصها لأطفالنا... والآن ستسألون ماالغاية من ذكر هذه الحكاية؟! إنها إحدى حكايات برامج الأطفال التي تعرضت لقرصنة أفلام الكرتون ليقحموا في داخلها انقلابات عسكرية على الحاكم ومن ثم محاولة تفجير الجسر بولده ونجاته لينتقلوا إلى خطة بديلة وهي إطلاق الرصاص عليه للاستيلاء على الحكم... هل هذه هي برامج الأطفال التي على أطفالنا متابعتها ونيل العبرة والحكمة منها، لماذا يطالها تشويه طال المجتمع بأسره؟! ولماذا لا نبقيها نقية كنقاء أطفالنا تلامس عقولهم النظيفة لتمتعهم وتبعد عنهم توتر الأزمات السياسية؟! للأسف تقوم القنوات الخاصة ببرامج الأطفال بعرض أفلام وبرامج كثيرة مشابهة لسندريلا الحرب هذه ربما لاعتبارات مجتمعية وليس اجتماعية أي مسايرة لواقع فُرض أو لاعتبارات تجارية ودخل مادي أفضل والقول هنا أطفالنا ليسوا سلعة للتجارة وعقولهم أمل مستقبل قريب فلنحافظ عليها نيرة وصافية. ولم يقتصر الحال على برامج الأطفال فقد أضحت معظم البرامج التلفزيونية تحوي العنف بشكل مباشر أو غير مباشر في الأفلام والمسلسلات وحتى في الفيديو كليبات لتصل إلى برامج الأطفال بشكل مباشر وتستهدف شريحة مهمة في مجتمعنا متناسين برامج أخرى طالما امتلأت بالحكمة والمتعة وكانت تعليمية ترفيهية بكل ما تعنيه الكلمات من معانٍ وكانت آنذاك تلقى اهتمام الكبير والصغير ولكن اليوم وفي ظل مشاهد العنف والقتل والدمار على امتداد بلدان العالم تحولت برامج الأطفال أكثر الأحيان لساحة حرب وأفلام أكشن وللأسف قد يعتبرها منتجيها أو القائمين عليها تطور أو مسايرة لواقع ملموس ولكن للأسف هذا التطور هو في الحقيقة استجابة غير واعية للوضع الاجتماعي والسياسي الجديد، فلقد أخذ العنف والفوضى يضربان جذورا ً في حياة الوطن العربي، هذه العملية قد بدأت منذ مدة بيد أنها انطلقت بعنف مع بداية ما أسموه الربيع العربي لتأخذ وتائر سريعة وواسعة نسبياً محاولة طرح قضايا جديدة من خلال رؤى فكرية جديدة ومنهج جديد يتلاءم مع هذه القضايا محاولين بذلك تجاوز القديم تجاوزاً سلبياً لا يأخذ بعين الاعتبار الجوانب الإيجابية في القديم معتبرين أن الجديد ينبغي استشفافه واستخراجه وتطويره في بداية جديدة كلياً لذلك فقد لجؤوا إلى العنف والقتل محاولين أن يجدوا فيه بغيتهم، بقصد أم بدون قصد قاموا بضرب ترسانة أساسية في حياتنا الفكرية الثقافية عن طريق استهداف عقول أطفالنا في برامجهم التي من المفترض أن يجدوا فيها المتعة والحكمة وليس التوتر والخيانة والعنف وليس أمامنا اليوم سوى أن نقف في وجه تلك الهجمة الثقافية التي تحاول النيل من أجيال قادمة عبر اقحام لاوعيهم بتلك الأفكار ومشاهد العنف ليصبح القتل والعنف من الأمور العادية التي لا تشكل أي رهبة في نفس ذاك الطفل هدفهم تدمير عقول مستقبل جديد وتحويل طريق أطفالنا من طفولة بريئة نقية تحلم بمستقبل جميل إلى أطفال امتلأت عقولهم بافرازات وأمراض مجتمعية كثيرة تهدد حياتهم وعقولهم والنصيحة المهمة اليوم هي المتابعة مع الأطفال لبرامجهم ولم نقل المتابعة بشكل كامل لمن لم يستطع بل الإشراف ولو من بعيد على البرامج التي يتابعها أبناؤنا لحمايتهم والحرص على مستقبلهم قبل فوات الأوان وليزهر ربيعنا ياسميناً وأزهاراً جورية ملونة بعطر فواح يملأ سماء الوطن بأيدي صغارنا قبل الكبار ،هم سلاحنا الحقيقي لمستقبل حقيقي. |
|