تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ندوة (المسرح السوري المعاصر.. اتجاهات وآفاق)..المشاركون: سورية قدمت للعالم الفن المسرحي

ثقافة
الأربعاء 30-10-2013
متابعة: آنا عزيز الخضر

تساؤلات كثيرة تطلب أجوبتها من الواقع المسرحي، ومحاور غنية تحاول إلقاء الضوء على تجارب مسرحية سورية،

فهل استطاعت فعل شيء ما على الأرض، و هل كانت على مستوى المسؤولية الثقافية المرجوة منها.؟وماذا عن تاريخها وعطائها.؟ بل ماذا تتطلب من مقومات ومعطيات تدعم دورها على الأرض..؟‏

مثقفون وأكاديميون وفنانون حاولوا البحث في واقع المسرح السوري واتجاهاته وتطلعاته من خلال الندوة الثقافية، التي حملت عنوان (المسرح السوري المعاصر اتجاهات وآفاق) برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة وبالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب، حيث افتتحت تلك الندوة بكلمة من وزيرة الثقافة، أكدت فيها على أهمية المسرح على اختلاف أنواعه تاريخيا كان أم فلسفيا أم شعريا أم واقعيا، وقالت: هو تعبير بلغة اللسان والجسد عن فلسفة الإنسان ورؤيته للحياة وموقفه منها ومشاعره وهمومه وتطلعاته، وهو انعكاس لثقافته، بيد أن ما يمنح المسرح تفرده عن سائر الفنون الأخرى، هو انه تفاعل لحظي مباشر بين مبدع العمل وبين الجمهور، وما أحوجنا اليوم لاستئناف هذا الفعل التفاعلي وتطويره،كشكل من أشكال الحوار الآني المباشر يستفز المشاعر، ويحرض الفكر، ويحرك الضمائر ويطور المدارك، ويحفز العقل على التحليل، وإعادة التقييم والنفوس على مراجعة السلوك والخيارات والتذكير بالقيم الأخلاقية السامية وتعزيزها، هذا تحديدا ما ينتظر من المسرح السوري، ليظل وفيا لمسيرته.‏

ثم تليت كلمة لاتحاد الكتاب العرب وجمعية النقد الأدبي، وقال الأستاذ (راتب سكر): يبقى فن الخشبة هو الفن الأكثر حضورا في حياة الناس والأشد ملامسة لواقع مجتمعاتهم،ولابد من إحيائه ودعمه.‏

كما قدم الكاتب (جمال عبود) مداخلة أشار فيها إلى حاجة أي فن إلى نظرية أكاديمية تدعمه وتغنيه وترفع من سويته وفق شروطها.‏

كما عرض فيلم قصير(عدو المسرح) من تأليف وإخراج الدكتور(محمد قارصللي) عن المسرح السوري حول تاريخه وإبداعه ومشاريعه المختلفة من خلال تجربة الفنان (جهاد سعد) والذي قال إن المسرح لا ينهض إلا بأبنائه الحقيقيين وهم عشاقه القادرون دوما على إبقاء المسرح ممتلئا بجمهوره،وعلى المسرح أن يكون بعيدا عن كل ما يحد من حريته كفن خاص.‏

تنوعت المحاور المطروحة، وقد نوقشت من أكثر من زاوية أدبية منها وإبداعية ونقدية وتقنية، كما شارك أكاديميون وأدباء بوجهات نظر غنية، حملت في جوانبها الإضافات الغنية لتلك الندوة، والتي اهتم منظموها بالإحاطة بكافة المواضيع والقضايا المتعلقة بالمسرح السوري، مثلا ناقش الدكتور خليل الموسى تجربة أبي خليل القباني، والنقد غير الموضوعي، الذي تعرض لتجربته المسرحية الرائدة، إذ حمل ذلك النقد المغالطات الكثيرة خصوصا انه تم تطبيق نظرية المسرح الدرامي وقواعده على المسرح الغنائي، وهما نوعان مختلفان، وهذا النقد لم يحسب حساب العامل الزمني الذي عرضت فيه تلك المسرحيات، وقد كان أبو الخليل القباني رائدا في الموسيقا والمقامات وتلحين الموشحات والأناشيد، وكان مؤلفا ومخرجا ومعدا، و حمل الفكر التنويري، كما انه تتواجد وجهات نظر أخرى تؤكد على أن أبا خليل القباني، استخدم الغناء والموسيقا لجذب الناس للمسرح، لكونها تجربة جديدة وقد خاطب ما يرغبه الناس.‏

أما الدكتور(غسان غنيم) فتحدث عن الخطاب في المسرح، حيث يمتلك خطابه الخاص بامتياز، ولا يتشابه مع احد من الفنون الأخرى، وأسهب الدكتور غنيم في الحديث عن الخطاب المسرحي وتقنياته الخاصة في المسرح، متعمقا في الكثير من التفاصيل والحرفيات الخاصة به، ورأى أن تحليل الخطاب المسرحي الذي يمكن تسميته بعلم الدراما، يقصد منه دراسة الطريقة التي يتم بها تقديم المادة المسرحية في تشكيل رسالة متكاملة، وتقديم المتعة والمنفعة والفكرة عبر آليات لغوية، تمتلك خصوصية الأداء اللغوي المسرحي، فتحمل فيه فنا أدبيا لا شخصانيا بامتياز، يتجاوز المنطق اللغوي في عملية التأثير، التي يتوخاها المؤلف ويعتمد عناصر تتآزر للوصول إلى خطاب وبنية، تمتلك خصوصيتها بمقابل أجناس أخرى.‏

أما الأستاذ (مالك صقور) أكد على أن سورية أول من قدم للعالم الثقافة والفن والتراث والمسرح، و قد انطلقت من أراضيها الإشعاع الحضاري، والرسل فكانت لؤلؤة المحبة، وشمس أضاءت الثقافة في كافة الوجوه ولاسيما المسرح، وأول مسرحية انطلقت من عمريت جنوب طرطوس، والمسرح الحجري قرب الشاطئ دليل ملموس، يؤكده ما سجله المؤرخ فيليب حتي في هذا السياق.‏

أما المسرح السوري المعاصر كان له حضوره في حياة الناس، و قد تعددت تلك المسارح وكثرت، فكان المسرح القومي والجوال والعسكري والشبابي والجامعي، وكان هناك مبدعون مسرحون سجلوا كلمتهم في المشهد المسرحي حتى على مستوى العالم، منهم (سعد الله ونوس) (ممدوح عدوان)(فرحان بلبل) ( وليد إخلاصي) (علي عقلة عرسان).‏

أيضا توقفت الندوة عند أنواع من المسارح السورية، كانت لها نجاحاتها، فحاولت إلقاء الضوء على تلك التجارب كاشفة في نفس الوقت عن الصعوبات، التي تقف عائقا أمام المسرح السوري بشكل عام، وبعض المسارح بشكل خاص، مثل مسرح الشبيبة، و قد تحدث عنه الأستاذ (جوان جان) مؤكدا على محاولة المسرح الشبيبي خلق الهوية الخاصة به، متعمقا في طرح إشكالات كثيرة، منها ما كانت في النص المسرحي،وقد حضرت وعولجت القضايا العديدة والمتنوعة، التي حاول شباب المسرح السوري طرحها في أعمالهم، كما ساهمت نفس التجربة بإعادة الاعتبار للنص المسرحي كما أكد الكاتب (جوان جان).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية