|
كتب تضمن الكتاب ثلاثة فصول الأول : تحدث عن أعلام الرّحالين في المغرب الإسلامي, وقد ذكر المؤلف فيه ثمانية من أصحاب الرحل المغاربة نذكر منهم: أبو بكر بن العربي - أبو حامد الغرناطي - ابن جبير - التجاني - ابن رشيد - ابن بطوطة ...الخ الثاني :خصصه للتعريف برحلة العبدري, وهي رحلة حجازية مهمة لم تنل حظها من الشهرة التي نالتها غيرها من الرحل كرحلة ابن جبير, ورحلة ابن بطوطة, فرأى أن يبسط الحديث عنها, فترجم لصاحبها, وناقش تسميتها, وبيّن سببها ومدتها وتكلم على منهج العبدري ومصادره في تأليفها, وعرض أسلوبه الفني في الكتابة من خلالها وبيّن أهم خصائصه, ثم خصص مبحثاً لعرض آراء العبدري النقدية المتنوعة. الثالث: جعله للكلام على الرحل المنظومة شعراً, وهو ضرب طريف لم يلق حظه من البحث, فأورد رحلتين: الأولى لابن الفكون القسنطيني وصف فيها رحلته من قسنطينة إلى مراكش, والثانية للعبدري نظم فيها رحلته من المغرب إلى الحجاز. وجاء في المقدمة: تشغل الرحلة مكانة مهمة في الثقافة العربية, فاهتم بها العرب منذ القديم, وأكثروا من التأليف فيها, فتنوعت بتنوع أسبابها ومقاصدها العلمية والدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية. فبعضها اهتم أصحابها بوصف الأقاليم والبلدان وما حوت من الغرائب, وأخرى يهفو صاحبها إلى الحجّ وزيارة الأماكن المقدسة, وثالثة هدف صاحبها لقاء العلماء والأخذ عنهم, ورابعة للسفارة وربط أواصر الصداقة, وخامسة للسياحة والتجارة وغير ذلك . وتحفل صفحات هذه الرحل على اختلاف أنواعها بالجليل من الفوائد التي تصور جوانب مهمة من حياة الشعوب, وطباعها وعاداتها, وتقدم لنا وثائق حيّة لما كانت عليه الحضارة في مختلف عصورها. وقد نُشر عدد كثير من الرحل في العصر الحديث, ولايزال قسم منها مخطوطاً أو في عداد المفقود. واهتم الباحثون بأدب الرحل, وأفاضوا في الحديث عن مكانة أدب الرحلة وما ينطوي عليه من ذخائر, فكشفوا بدراساتهم وبحوثهم عن هذا الجانب المهم من جوانب الثقافة العربية.. غير أن كثيراً من هذه الدراسات اتسمت بالعمومية والاختصار, والخطأ في المعلومات أحياناً, والمزج بين رحلة المشارقة والمغاربة, فرغبت في أن اخصص دراستي هذه لأدب الرحلة في المغرب الإسلامي الذي يضم دول المغرب العربي والأندلس, وذلك لازدهار هذا الضرب من الأدب في تلك البلاد, ووفرة الرحل وتنوعها وأهميتها في الكشف عن الحياة العلمية والاجتماعية والاقتصادية في البلدان التي مرّ بها أصحاب تلك الرحل. في الختام نستطيع القول: الدكتور علي إبراهيم كردي حاول الكشف عن جانب هام من تراثنا الأدبي هو«أدب الرحلة» وقد قام بالتعريف ببعض الرحل في المغرب العربي, فعاش مع هؤلاء الرحالين في حلّهم وترحالهم, وعاش غبطتهم وسرورهم, وعرض رحلهم وأهم ماتتميز به كل رحلة منها, كما اختار بعض النصوص منها, وتعمد أن تكون هذه النصوص طريفة ودالة على روح صاحبها واهتماماته, وبذلك تكون قد اكتملت الدراسة . |
|