|
رؤيـــــــة وإذا استمر الحال على هذا ( المنوال) ربما ستعجز المجامع اللغوية (العربية - على تعددها) في استنباط ألفاظ عربية معادلة للمصطلحات الأجنبية. منذ عشرات السنين والألفاظ الأجنبية تترى ونتقبلها بصدر رحب متجاهلين الألفاظ العربية المعادلة التي ابتكرتها مجامع اللغة ، وشمل هذا القبول مختلف جوانب حياتنا اليومية والعلمية... فكان منها أسماء آلاف كالتلفزيون والميكروييف، ومصطلحات علمية كالبيولوجيا والتكنولوجيا أو مصطلحات نقدية أدبية كالرومانسية. إن مشكلتنا اليوم مع اللفظ الأجنبي أخطر من أي وقت مضى. لأنه بات منتشراً في ثلاثة اتجاهات .. هو اليوم في اللهجة الدارجة، وهو في التلفزيون ولاسيما البرامج الموجهة إلي ربات البيوت، كما هو في الدراما المعاصرة... وأكثر ما نخشاه أن يطغى اللفظ الأجنبي ويذهب اللفظ العربي إلى زوايا النسيان. والظاهرة الأكثر خطورة على اللفظ العربي للمصطلح أن يتسلل اللفظ الأجنبي إلى كتابات الأدباء والمثقفين ولم يعد الأمر يقتصر على لفظ مثل الرومانسية بل أصبحنا أمام سيل جارف من الألفاظ النقدية الأدبية كالسيميائية والجدانوفية والابستمولوجيا والفينوميتولوجيا وتمتد إلى علوم الكوارث كالسيسمولوجيا، ووصل الأمر إلى درجة وضع قاموس بجانب القارىء أو التسمر أمام الانترنت للبحث عن معاني اللفظ ومقاصد النقاد. والطريف في الأمر.. وشر البلية ما يضحك أن يكتشف القارىء وجود عدة مصطلحات لمعنى واحد ما يؤدي إلى ضبابية في فهم اللفظ وتداخل المفاهيم الاصطلاحية... لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه بقوة في هذا الصدد إلى متى نستمر في التبعية للآخر.. حتى في المصطلح؟!! |
|