تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مؤتمر التعاون العربي الأوروبي لدعم المؤسسات الصغيرة ..حاج عارف: إدخال المشروعات الصغيرة والمتوسطة في صلب عمليات الإصلاح والتطوير.. بن يوسف : برامج لتطوير الصناعات الصغيرة تدعم المبدعين الشباب

دمشق
اقتصاديات
الأحد 21-2-2010م
وفــــاء فرج - صالح حميدي

انطلقت اعمال الدورة الاولى لمؤتمر التعاون العربي الاوروبي لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة برعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري والسيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية صباح امس في دمشق والتي تستمر الى مساء اليوم. واكدت ممثلة رئيس مجلس الوزراء الدكتورة ديالا حاج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل

اهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر التي لم تعد حكرا على الاقتصاديين فقط بعد ان تم تبنيها من قبل قادة العالم كحل لمعضلة شملت كافة القطاعات والاتفاق على كون المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل حلا اساسيا او اداة رئيسة لازمة كبيرة وان هذا الاتفاق يحتاج الى عوامل ومقومات لدفعه الى الواقع الاقتصادي والاجتماعي داخل كل دولة ولعل من اهمها ادخال المشروعات الصغيرة والمتوسطة في حلب عمليات الاصلاح والتطوير بشكل تكاملي مع مايجري لضمان الانضباط النقدي والتشغيل الكامل والكفاءة والمرونة في السوق وتوسيع دور الشركات المساهمة وتعزيز دور الاسواق المالية وتنظيم القطاع غير المنظم وتحفيز الاستثمار المحلي والاجنبي وغيره من سياسات وبرامج واجراءات تتمحور كلها في خانة تحفيز الانتاج المحلي لجهة الكم والنوع والاستفادة من مواطن قوة الاقتصادات الوطنية واصلاح مواطن الضعف فيها بهدف تحسين مستوى المعيشة وتحقيق الرفاه الاجتماعي.‏

وبينت حاج عارف ان المشروعات الصغيرة والمتوسطة تشكل في الاقتصاد السوري نسبة 75٪ من عدد المنشآت كما بدأت الحكومة السورية بأعمال متوازية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي لتكريس ثقافة العمل من خلال ريادة الاعمال لتأسيس مثل هذه المشروعات واعداد استراتيجية وطنية للمشروعات الصغيرة تستند الى قانون خاص لهذا النوع من التمويل .‏

وبدوره قال مدير عام المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين محمد بن يوسف ان اغلب الدول العربية وضعت خططا وبرامج خاصة لتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع المقاولين الشباب والمبدعين ورغم ذلك ما زال ناتج الصناعات التحويلية في المنطقة العربية لا يمثل الا 9٪ من الناتج المحلي الاجمالي ومازال نصيب الفرد منه 505 دولارات في سنة 2008 واكد بن يوسف على حاجة الدول العربية لمساعدة ومساندة شركائها التقليديين ولا سيما الاتحاد الاوروبي مشيرا أنه على الرغم من ان الاتحاد الاوروبي يمثل الشريك التجاري الرئيسي للمنطقة العربية من بين الكتل الاقتصادية الاخرى فهو يستقبل 17.6٪ من صادراتها ويصدر 31٪ من واردتها مقارنة بـ8.5٪ للولايات المتحدة و 10.2٪للصين و 5.1٪ لليابان .‏

عبد الكريم : لنستفد من التجربة الاوروبية‏

من جهته ممثل امين عام جامعة الدول العربية فارس عبد الكريم ابرز الحرص العربي على دعم وتطوير العلاقات العربية الاوروبية ويتجسد ذلك باستمرار اصدار القرارات من الجامعة على المستوى الوزاري والقمة. واضاف عبد الكريم ان على الدول العربية الاستفادة من التطور الذي وصلت اليه الدول الاوروبية وتفعيل الدور الاوروبي المتنامي على الساحة الدولية اقتصاديا وسياسيا لافتا الى ان الدول الاوروبية قامت في عدد من المناسبات بطرح مبادرات للتعاون مع العالم العربي حيث شهدت العلاقات العربية الاوروبية تطورا ملموسا وايجابيا في العديد من المجالات الاقتصادية.‏

الشلاح : صعوبات مالية وفنية‏

واوضح رئيس مركز الاعمال والمؤسسات السوري الدكتور راتب الشلاح ان انعقاد هذا المؤتمر للمرة الاولى في دمشق يأتي في الوقت الذي تنتهج فيه سورية برنامجا طموحا للتطوير الاقتصادي وتحفيز الاستثمار لافتا الى ان حجم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في سورية يصل الى 90٪ من حجم الاستثمارات الكلية معتبرا ان ذلك يكفي للدلالة على اهمية المشروعات في النشاط الاقتصادي الوطني. واشار الشلاح الى اهداف مركز الاعمال والمؤسسات السوري بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكافة البرامج الاخرى التي يستضيفها اضافة الى دعم وزيادة القدرة التنافسية لهذه المؤسسات من خلال تطوير الاعمال ومؤازرة الشبكة الاوروبية لدعم الاعمال في سورية التي يستضيفها المركز وعلى زيادة عدد الشركات الجديدة ذات النمو السريع وتسهيل الحصول على قروض .‏

بونتوسو غلو : معيار لصحة الاقتصاد‏

من جهته قال رئيس بعثة المفوضية الاوروبية بدمشق السفير فاسيليس بونتوسو غلو ان مركز الاعمال السوري بمنزلة منصة تجمع الشركات الصغيرة والمتوسطة ومجتمع الاعمال وتوثيق برامج الجهات المانحة مؤكدا ان الشركات الصغيرة والمتوسطة هي العمود الفقري في اقتصادات الدول من حيث مساهمتها في تحقيق الناتج المحلي الاجمالي وهي معيار صحة الاقتصاد. واشار الى مساهمة الاتحاد الاوروبي في توقيع العديد من الاتفاقيات مع الدول العربية في اطار خلق تجارة حرة في منطقة المتوسط بهدف الوصول الى فرص السوق والتعريف بافضل الممارسات في هذا السوق وان ذلك يساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة على تحسين تنافسيتها بخلق فرص عمل منبها الى ضرورة وجود بيئة محفزة لقطاع الاعمال.‏

غاديفارد: تساهم بـ74٪ من الناتج المحلي‏

بول غاديفارد رئيس فريق الخبراء في برنامج دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تحدث في الجلسة الاولى عن واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل متطلبات العولمة والازمة الاقتصادية باعتبار ان الشركات الصغيرة تعززت مكانتها في الاقتصادات العالمية وكثيرا من الدول العربية بدأت التحول الى اقتصاد السوق لافتا الى ان الشركات الصغيرة في سورية تواجه الكثير من التحديات الا انها استطاعت ان تساهم في الناتج المحلي الاجمالي بـ74٪ من مجمل هذا الناتج .‏

بيومي: شرط تحرير التجارة‏

وتناول السفير جمال بيومي الامين العام لاتحاد المستثمرين العرب الفرص والتحديات الاقليمية والعالمية ومنها الازمة المالية العالمية واثارها على قيمة الدولار واثره على التعاملات الدولية اضافة الى تحدي تسارع التقدم التكنولوجي وضرورة القفز بسرعة وتحدي تحرير التجارة العالمية وتوسيع التكتلات العالمية والسرعة في اتخاذ القرار في الانضمام الى هذه التكتلات و تحدي المنافسة مع تحرير التجارة مع الدول العربية والاجنبية‏

يونفن: ازمة العالم ليست مالية‏

كما عرض بيتر يونفن رئيس شبكة الشرق الاوسط وافريقيا ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لتمويل المؤسسات لثقافة الابداع وريادة الاعمال في عالم العولمة فبين ان الازمة العالمية ليست ازمة سوق مالي وانما ازمة في الاقتصاد والفائض الكبير وعدم التوازن بين الصين وبقية الدول التي خلقت الفوائض في الحساب الجاري وانخفاض في اسعار الفائدة التي ادت الى الكثير من الاستثمارات الوهمية.‏

حللة : دعم الصناعات الناشئة‏

وتناولت ريم حللة مديرة التخطيط في وزارة الصناعة واقع وافاق تطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة في سورية واهمية اتاحة فرص العمل لرؤوس الاموال واعادة استثمار المدخرات والاستفادة منها في الميادين الاستثمارية المختلفة بدلا من توجيهها نحو الاستهلاك واستغلال المواد الاولية المتاحة محليا. وبينت ان هذه الصناعات هي مغذية لغيرها من الصناعات ولها دورها في توسيع قاعدة الانتاج المحلي ولا تحتاج مستويات عالية في التدريب وتوفر منتجات هذه الصناعات جزءا هاما من احتياجات السوق المحلي مما يقلل من الاستيراد وتستطيع مواجهة تغييرات السوق بسرعة بعيدا عن الروتين.‏

العسة : الترخيص الصناعي في اسبوع‏

رشاد العسة معاون وزير الصناعة رئيس الجلسة الثانية للمؤتمر اكد ان وزارة الصناعة خطت خطوات مهمة في تقليص مدة تأسيس اي منشأة صغيرة او متوسطة حيث يصدر القرار الصناعي خلال اسبوع واحد وهو المدة الخاصة لاجتماع اللجنة الخاصة بهذا الموضوع والتي تجتمع اسبوعيا قائلا ايضا إن برنامج تبسيط الاجراءات وبيئة الاعمال بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي وجد ارضا خصبة في سورية.‏

الحل بتأسيس شركة كفالات‏

وقدم ماجد سنان من وزارة الصناعة اللبنانية عرضا عن واقع الشركات الصغيرة والمتوسطة في لبنان ومشاكلها والحلول مع الاستنتاجات مشيرا الى نسبة 88٪ من الشركات تشغل اقل من خمسة موظفين و 92٪ اقل من 50 موظفاً مؤكدا سيطرة الشركات المتناهية الصغر على القطاع الاقتصادي في لبنان وتلعب دورا كبيرا في الحياة الاقتصادية الا انها في الوقت ذاته تعاني من العديد من العقبات والمشاكل منها نقص الدعم وغياب التمويل والمعلومات الموثوقة وعزوف المستثمرين.‏

واشار الى احد الحلول المتمثلة بتأسيس شركة (كفالات)‏

مشكلة التمويل‏

ويلتقي عمر بديوي رئيس قسم الاستثمارات لمجموعة فولاذ من الاردن مع العديد من المحاضرين في غياب التمويل وعزوف المصارف عن منح التسهيلات الائتمانية والضمانات والمتطلبات الاخرى لهذا النوع من الشركات حيث تعتبر المحرك الاساسي في مصر وتساهم في 80٪ من الناتج المحلي الاجمالي وتشغل 66٪ في اوروبا وتساهم في 55٪ من ناتجها الاجمالي. واوضح رفعت هيسارجكليوغلو نائب رئيس الغرف الاوروبية ان غرف التجارة هي الاقرب الى هذه الشركات حيث تخلق الغرف الاوروبية 87٪ من فرص لاعمال من خلال هذه الشركات واصفا الغرف بالمظلة التي تجتمع تحتها هذه الشركات مشيرا ايضا الى العديد من الادوات الداعمة لها مثل الميثاق الاوروبي الملزم لاعضائه بدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية