|
ثقافة ويشير ميرو إلى أن الأعمال المعروضة تعبر عن الحسكة بكل تفاصيلها وفصولها المناخية والحياتية حيث أرض الوطن وسماؤه وماؤه وخيراته وهو ما يجب على كل فنان أن يقوم بتوصيفه بشكل دقيق كي يتمكن المتلقي من الوصول إلى بعض من احساس الفنان الحقيقي من خلال اللوحة وأن تحرك في داخله مشاعر تذكارية مرتبطة بمواقف وأمور معينة في حياة الإنسان قد تكون مفرحة أو محزنة. ويرصد الفنان ميرو في لوحاته مختلف مناحي الحياة الاجتماعية في سورية فالأرض في لوحاته هي المرأة والأم والأخت والحبيبة والابنة وهي الطفلة وحتى اللوحات التي تضمنت مشاهد الحصاد في الصيف حاول أن يضفي عليها شيئا من إحساس المزارع ذاته بعد الانتهاء من عمله في الحصاد الذي يعني له كل الخير وربط اللوحات جميعها بأحداث معينة. ومن الناحية التقنية يوضح ميرو أن جمال الفن التشكيلي يكمن في جمالية اللون المستخدم ويضيف: عادة ما أنزع إلى الألوان الترابية فهي الغالبة في لوحاتي وهي الأكثر استخداما لأنها تشد المتلقي إلى الأصالة فحضارتنا السورية والأثرية والتراثية وكل ما تمر به أرضنا السورية اليوم من أزمة تجبر الفنان على تشكيلها فنيا بتلك الألوان عبر قصة بصرية ورمزية بعيدا عن العناصر التزيينية في اللوحة لأنها تشتت الفكرة بينما البساطة والفطرية والعفوية هي أساس نجاح اللوحة وجماليتها. ويروي الفنان السوري حكايته مع الريشة فيقول إن ريشتي الفنية هي السكين فقط حيث استخدم الألوان الزيتية بطريقة البروز بعيدا عن سماكة اللون فالريشة تعطي اللوحة نوعا من الضبابية والقرب والبعد عبر مسح الألوان بينما السكين تعطي اللوحة كتلة واحدة دون مرونة واضحة فنشتغل على الكتل السميكة لتكون هي خلفية اللوحة وهنا تكمن قوة الفنان باللعب على الألوان باستخدام الوان متعددة وليس لوناً واحداً ممدداً. ويسعى ميرو حاليا إلى الاشتغال على لون الزفت الزيتي الأسود المائل إلى الحمرة كي يحصل على اللون الحقيقي للطبيعة السورية في منطقة الجزيرة وذلك اعتمادا على قوة وضعف الضغط على السكين وشفراتها في تحديد الملامح الأخيرة للوحة ما يمنح اللوحة اللون الحقيقي المراد لها بشكل متفرد عن الفن التشكيلي التقليدي المعروف بقصد تطوير الحركة الفنية التشكيلية المعروفة لدى المتلقي وحتى لدى الفنانين ذاتهم. وشارك ميرو بأكثر من عشرين معرضا في أوروبا وآسيا كلها حملت عنوان حضارة سورية فبدأ التنسيق بين الشرق والغرب وحمل في نفس الوقت اللوحات التي تتكلم عن بعض المحافظات إلى جانب المنطقة الشرقية في الجزيرة السورية التي تمتاز بجماليتها الفسيفسائية الاجتماعية حيث تلتقي مختلف الحضارات الكردية والآشورية والعربية الإسلامية والمسيحية في تلك المنطقة الخيرة. |
|