|
شباب أنتقل من قريب إلى آخر ومن صديق إلى ثانٍ والحديث هذه الأيام واحد لدى الكثيرين وملخصه كيف ستكون المفاضلة الجامعية القادمة وهل ستراعي الظروف التي قدّم بها طلاب الثانوية امتحاناتهم وتكون معتدلة نوعاً ما بحيث لا تزيد المسافات بين رغبة هؤلاء الشباب وبين ما يتمنون أن يكونوا عليه في المستقبل؟ ماذا يرغب ابنك أن يكون، هل ستنخفض معدلات القبول الجامعي أم سترتفع، هل توافق على ذهاب ابنك للتسجيل والدراسة في جامعة حلب أو في جامعة الفرات، وهل تبدّل خوفك عليه بمستقبله الذي يعدّ له منذ /12/ سنة دراسية؟ أسئلة كثيرة تشغل بال الطلاب الناجحين في البكالوريا وبال أهاليهم ولا يوجد أي جواب واضح لدى الغالبية لأن التشويش هو السمة الغالبة على التفكير وخاصة في هذا الجانب المهم من حياتنا وحياة أبنائنا.. هذا من أعلن استعداده للتخلّي عن رغبته الحقيقية مقابل أن يدرس في محافظته وبين أهله لأن الظروف العامة لا تشجع على المغامرة وهناك من يوازي هذا الموقف من الأهالي للسبب ذاته أو لأسباب مادية... القرار ليس سهلاً والمفاضلة المنتظرة قد لا ترحم ومعاناة الذين سبقوا هذه الدورة في الجامعات ماثلة في أذهان هؤلاء الشباب وهم يقفون على عتبة قرار مصيري في حياتهم، ونفكّر باستمرار بكيفية مساعدتهم والإمساك بيدهم لعبور هذه المحطة بأقلّ الخسائر.. نعلم ما تكتزنه إرادة شبابنا من قوة، ونعلم أيضاً ما تضجّ به أعماقنا من وعي وثقة ولكن القول إن الجميع على ذات القدر من الاستعداد للمجازفة ليس دقيقاً... قسم كبير ممن سألناهم عن هذه المسألة أكدوا أنهم سيتابعون دراستهم الجامعية ولو كان ذلك تحت القصف وحيث تمرّ السيارات المفخخة وأن الإرهاب الذي يهدف فيما يهدف إلى تفريغ المستقبل من مضمونه لن يستطيع حرف بوصلتهم عن هدفهم وأنهم سيكونون الركيزة الأساسية في مستقبل سورية ولا يقبلون أن تكون هذه الركيزة جوفاء أو غير قوية، وقد تجلّى هذا الإصرار والتحدّي من خلال تواجد أكثر من /155/ ألف طالب في الدورة التكميلية التي انتهت مطلع هذا الشهر وهذا بحد ذاته يشير إلى رغبة هؤلاء الشباب بقهر الظروف التي أثرت بشكل أو بآخر على دراستهم وسيتجلى ذلك خلال الأيام القليلة القادمة بالتدفّق إلى الجامعات والتقدّم للمفاضلة... نتمنى مستقبلاً زاهراً للجميع ونتطلع لليوم الذي يصبح فيه في كل محافظة جامعة شاملة لكل الكليات والفروع الجامعية، وكانت الجهود وما زالت تسير في هذا الاتجاه وإلى ذلك اليوم نكرر ثقتنا بعزيمة أولادنا وبحرصهم على مستقبلهم وعلى تحصيلهم العلمي.. |
|