|
شؤون سياسية فليقل لنا هو وحلفاؤه كيف أعادت القاعدة تشكيل نفسها ما داموا يملكون أقوى أجهزة استخبارات في العالم ويتجسسون على كل الاتصالات العالمية، وليقولوا لنا لماذا أرض الناتو في تركيا غدت المركز الأول للقاعدة في العالم، وفروعها في مختلف الدول العربية التي يحكمها الإخوان المسلمون؟! وليقولوا من وراء الجمعيات التي تجمع المرتزقة حول العالم برواتب خليجية لاستهداف سورية التي تعدها الاستخبارات الاميركية أكبر خطر على الأمن القومي الأميركي، متجاهلين أن سورية لن يحكمها إلا البيت السوري بعد عامين ونصف من التضحيات، وليس البيت الأبيض، لأن شعبها ذو إرادة حرة والقيادة السورية من القيادات القليلة في العالم التي تسير مع إرادة الشعب وترفض ما يرفضه الشعب السوري، وخاصة الهيمنة الخارجية أياً كان مصدرها. في الحقيقة القاعدة هي الجناح العسكري للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي يعمل برعاية أميركية كاملة، وبالنتيجة يمكن الاستنتاج ببساطة شديدة أن القاعدة التي تشكل “ البيت الأسود” أو الصندوق الأسود الذي يخبئ كل أسرار الإرهاب الأميركي في العالم وكل تجارة المخدرات وغسل الأموال حول العالم أيضاً، هو مكوّن شبه عسكري يتبع للجيش الأميركي ويعمل تحت إمرة السي آي إيه التي تتلقى أوامرها من البيت الأبيض، ويخوض الحروب بالوكالة عن أميركا وحلفائها من أجل إلحاق الهزيمة بالشعوب، لأن أميركا لا تستطيع هزمها ولكن تستطيع أن تلعب برؤوس حكوماتها، فعندما تكون الحكومة متوافقة مع إرادة شعبها يترتب على أميركا تحريك إجرام القاعدة، وفي كل الدول التي عاثت فيها القاعدة خرابا جاءت حكومات موالية لأميركا لتجلس على تلال الخراب. وفي العالم العربي كانت أميركا تريد عن طريق القاعدة أن تنصب الإخوان المسلمين على الدول العربية الذين يدعون أنهم جماعة دعوية، على حين بات كل العالم العربي يعرف أنهم جماعة دموية بمنصب موظف غير رسمي في البيت الأسود التابع للبيت الأبيض وللماسونية العالمية التي غدا الإرهاب سفيراً لها في الأرض. وثمة ضابط اتصال لجناحهم العسكري “ القاعدة وأخواتها” لم يعد يستطيع أن يخفي نفسه، هو روبرت فورد الذي نسق مع القاعدة في الجزائر، ثم في العراق، ثم في سورية حيث اخترع ما يسمى الجيش الحر؟ والآن يقدمه جون كيري في طبق دبلوماسي مسموم لمصر، فهل سيعلن الشعب المصري أن فورد الذي يستعمل لغتنا العربية لقتلنا مثلما يقتلنا النفط العربي، شخص غير مرغوب فيه؟ لأنه ذاهب إلى هناك لمزيد من سفك الدم العربي! ويدل كل حراك يقوم به في كل الدول التي يدخلها بصفة دبلوماسية، على أن التنظيمات الإرهابية مترابطة وملتحمة في كل العالم، وإذا كان ضابط الارتباط في ليبيا بشأن تنسيق عمل القاعدة هناك هو صديقه الفرنسي برنارد هنري ليفي، فقط لأن فرنسا وبريطانيا كانتا رأس الحربة في حرب الناتو على ليبيا، ولأن فورد آنذاك لم يكن متفرغاً لليبيا، بل كان يزور الإرهابيين الذي روعوا مدينة حماة، وينسق عمل الإرهاب في سورية. ولكل ذلك نشهد الحرائق في كل مكان عربي والآن يحومون حول مصر لإحراقها، وكله بسبب الإخوان والقاعدة ولمصلحة الأميركان. الإرهاب يسوغ لطائرات أميركية بلا طيار أن تضرب في أكثر من مكان في العالم وتقتل أطفالا وأبرياء بذريعة ملاحقة تنظيم القاعدة الذي غدا الفانوس السحري لكل مشاكل أميركا والغرب وإسرائيل، والذراع القاتلة التي تلاحق كل الثوار الحقيقيين الذين يقاومون أميركا، كما غدا الفزاعة التي تروّض وترهب بها أميركا الشعوب الغربية لا الحكومات الغربية التي ارتضت أن ترزح تحت حوافر الصهيونية والماسونية، ولو شاء الاتحاد الأوروبي القضاء على القاعدة فعلى قادته غير المنتخبين ديمقراطياً في مجلس بروكسل أن يوقفوا دعمها بالمال والسلاح والتدريب ووقف غرف العمليات الاستخبارية الأوربية عن مد القاعدة بالمعلومات العسكرية وببنوك الأهداف ساعةَ بساعةً لضرب الشعوب ذات الإرادة الحرة، وضرب جيوشها، ومعلوم في كل دساتير العالم أن الجيش ملك للشعب وضربه يعني ضرب الشعب. وإسرائيل التي من وقت لآخر تحرك الوضع في سيناء لأنها غير مرتاحة أو تساند المرتزقة الإرهابيين في سورية، تحلم بضرب الجيشين السوري والمصري للتخلص ممن ألحق بها الهزائم عبر تاريخها ونشك في أن الطائرة الإسرائيلية التي قصفت قاعدة للمتطرفين الجهاديين في سيناء كانت تحارب الإرهاب، فإسرائيل أكثر ميلا لدعمهم من أن تلاحقهم طائراتها، علماً بأنه لم نسمع في يوم من الايام أن تنظيم القاعدة أو أي مجموعة متطرفة استهدفت إسرائيل منذ قيامها حتى الآن. |
|