تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جنيف والدجل الأميركي!

حدث وتعليق
الأحد 18-8-2013
أحمد حمادة

لم تكتفِ الولايات المتحدة الأميركية بعرقلة الحل السلمي للأزمة في سورية عبر دعم الفوضى الخلاقة التي نشرتها في طول الوطن العربي وعرضه،

ولم تتوقف ادارتها عند حدود نسف الجهود الدولية لهذا الحل بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حين مارست التضليل والخداع والكذب وادعت أن الحكومة السورية غير مستعدة للمشاركة في المؤتمر الدولي بجنيف.‏

والواقع أن سياسة قلب الحقائق والوقائع والانفصال عن الواقع لم تكن في يوم من الأيام استثناءً في السياسة الأميركية بل هي عبارة عن منهج سياسي تعتمده منذ انطلاقة الأحداث في سورية.‏

فالإدارة الأميركية هي التي تعرقل الحل السلمي للأزمة من جهة ومن جهة أخرى تحمل موسكو ودمشق مسؤولية ذلك، وهي التي تخترع فزاعة الأسلحة الكيميائية ثم تدعي أن روسيا تعرقل عمل مجلس الأمن الدولي بخصوص ضمان وصول بعثة خبراء المنظمة الدولية إلى سورية للتحقيق في استخدام هذه الأسلحة المحرمة.‏

إنها السياسات ذاتها التي لا تتوقف لحظة عن المزايدات وتفسير كل ما يجري حسب المصالح الأميركية والاسرائيلية ووضع العصي أمام عجلات الحل السياسي والادعاء أن الطرف الآخر هو من يفعل ذلك.‏

ولكن رغم كل ذلك لم تستطع هذه السياسة المتغطرسة التأثير في الموقف السوري الذي أعلن مراراً قبوله المشاركة في المؤتمر دون شروط مسبقة على عكس المعارضة التي ترفض الكثير من أطرافها مجرد الحضور.‏

والمفارقة الأكثر من ساخرة أن تزعم ادارة أوباما بمزاعم أخرى لا أساس لها من الصحة حول الأوضاع المعيشية للشعب السوري متجاهلة أن هذه الأوضاع تعود أساساً إلى العقوبات التي تفرضها أميركا منذ بداية الأزمة، فهل يصدق عاقل في هذا العالم هذه الادارة التي تمارس التضليل مهنة وحرفة؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية