تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عين المجتمع.. قلب و حبيبان ..

مجتمع
الأحد 18-8-2013
منال السماك

نعم و رغم الألم .. ما زال للحب مكان بيننا .. و مافتئت القلوب تنبض معلنة حباً يزرع ورداً بلا أشواك على ضفاف أنهر متدفقة بالدماء .. و مع تحرك عقارب الساعة لفراق و عناق هناك إعلان ولادة لأمل و غد .. و مقابل كل شهادة هناك مخاض عسير لاشراقة حياة .. و أمام كل تشييع هناك ابتسامة وليد يعد بالشهادة فداء لعلم و نشيد وطن و اسم بلد ..

لم تتراجع مشاعر الحب خجلى تحت وابل الرصاص .. و لم يخبُ الهيام و الهوى و الولع و الغرام أمام صخب قصف و قذائف .. فرغم اتساع رقعة الموت و الجراح ما زالت أرضنا تنسج كل يوم قصة حب تزفها بصمت مواكب بيضاء مزينة بحمر الأزهار تسير على استحياء من ثياب حداد و دموع أمهات و يتم أطفال ..‏

فقط في سورية يرفع الحب راية الانتصار على الأحزان .. و يتسرب عنوة إلى مراكز إيواء و خيام نازحين حيث يمل الانتظار من منتظرين لعودة بعد قليل أو كثير .. ليجمع قلبين و يخطف وعدين صادقين على إكمال مشوار عمر سيتبقى بعد رحيل أزمة .. فقط في سورية نحن من نتقن مزج المشاعر على تناقضها و تنافرها بخلطة سحرية .. هي فن الحياة و التأقلم مع الخوف و إتقان لعبة الانتظار و عض الأصابع دون قول « آخ « .‏

طرق جديدة للحب و أساليب مبتكرة للتواصل أبدعها عاشقون في زمن الوصال و البعاد .. سلام و بوح قلوب ينقله هبوب رياح يحرص على الحروف الملتهبة شوقاً من التساقط و التناثر و الضياع .. أو لهفة لرنين هاتفي يزف خبراً لعودة قريبة تعيد ابن جيران أو رفيق مقعد دراسة أو من أقسم يميناً على أن يكون حامياً لعرض و دار ..‏

فقط في سورية .. يتساوى الحبيب بالوطن .. و يكون كم التضحيات هدية من فارس لأحلام صبية تضعه تاجاً على رأسها يوم عرسها .. فقط في سورية يحمل الحبيب يده المبتورة خوفاً على محبس خطيبة .. و تبتكر الحبيبة طرقاً جديدة للمصافحة برحيل يد .. فقط في سورية يتدلى محبس شاب فقد يداً و إصبعاً من عنق صبية ليجاور زفرات عشق و خفقان قلب ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية