|
مجتمع لم تتراجع مشاعر الحب خجلى تحت وابل الرصاص .. و لم يخبُ الهيام و الهوى و الولع و الغرام أمام صخب قصف و قذائف .. فرغم اتساع رقعة الموت و الجراح ما زالت أرضنا تنسج كل يوم قصة حب تزفها بصمت مواكب بيضاء مزينة بحمر الأزهار تسير على استحياء من ثياب حداد و دموع أمهات و يتم أطفال .. فقط في سورية يرفع الحب راية الانتصار على الأحزان .. و يتسرب عنوة إلى مراكز إيواء و خيام نازحين حيث يمل الانتظار من منتظرين لعودة بعد قليل أو كثير .. ليجمع قلبين و يخطف وعدين صادقين على إكمال مشوار عمر سيتبقى بعد رحيل أزمة .. فقط في سورية نحن من نتقن مزج المشاعر على تناقضها و تنافرها بخلطة سحرية .. هي فن الحياة و التأقلم مع الخوف و إتقان لعبة الانتظار و عض الأصابع دون قول « آخ « . طرق جديدة للحب و أساليب مبتكرة للتواصل أبدعها عاشقون في زمن الوصال و البعاد .. سلام و بوح قلوب ينقله هبوب رياح يحرص على الحروف الملتهبة شوقاً من التساقط و التناثر و الضياع .. أو لهفة لرنين هاتفي يزف خبراً لعودة قريبة تعيد ابن جيران أو رفيق مقعد دراسة أو من أقسم يميناً على أن يكون حامياً لعرض و دار .. فقط في سورية .. يتساوى الحبيب بالوطن .. و يكون كم التضحيات هدية من فارس لأحلام صبية تضعه تاجاً على رأسها يوم عرسها .. فقط في سورية يحمل الحبيب يده المبتورة خوفاً على محبس خطيبة .. و تبتكر الحبيبة طرقاً جديدة للمصافحة برحيل يد .. فقط في سورية يتدلى محبس شاب فقد يداً و إصبعاً من عنق صبية ليجاور زفرات عشق و خفقان قلب .. |
|