تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدروس المستفادة من حرب العراق

هيرالد تريبيون
ترجمة
الاثنين 9-1-2012
ترجمة: خديجة قصاب

هل صحيح إن الولايات المتحدة لاتزال تتعلم من الأخطاء التي ارتكبتها خلال حربها على العراق؟ هذا مايروج له كنان مكيه أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في جامعة براتديس صاحب كتاب جمهورية الخوف

وهو مؤلف ساهم في تكوين صورة الحرب التي شنتها إدارة جورج بوش الابن على العراق في آذار عام 2003 هذا بينما يرى نيكولاس بيرنز أستاذ السياسات الدبلوماسية والدولية في جامعة هارفارد وشغل منصب مساعد سابق لوزير خارجية واشنطن للشؤون السياسية إن انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية عام 2011 أصاب مصداقية الولايات المتحدة بضرر كبير، فالحرب التي أعلنتها واشنطن على العراق خلال السنوات التسع الماضية شكلت حسابات استراتيجية خاطئة بالنسبة لسياساتها الخارجية والعسكرية وجاءت بمثابة الصفعة القاسية التي وجهت للهيبة والنفوذ الأميركي منذ حرب فيتنام ثم يتابع بيرنز قمت بدعم قرار غزو العراق عام 2003 عندما كنت أشغل منصب سفير الولايات المتحدة في حلف الناتو ليتولد لدي اعتقاد راسخ فيما بعد بأن الولايات المتحدة لم تحقق أي مكاسب ذات أهمية جراء هذا الغزو فالتضحيات التي قدمتها قواتنا المنتشرة فوق الأراضي العراقية آنذاك كانت أبعد ماتكون عن إحراز أي مكاسب على هذا الصعيد لأن الدمار الذي ضرب العراق نتيجة هذا الغزو ألحق الأذى بمصداقية الولايات المتحدة الدولية والتي كانت تتمتع بها قبل خوض تلك الحرب.‏

ويستطرد بيرنز علينا ألا نتجاهل ضريبة دم هذه الحرب وخسائرها البشرية بالأرواح إذ فقدنا من الأرواح الأميركية 4500 مقاتل بين رجل وامرأة مقابل مقتل وجرح مئات الآلاف من العراقيين ناهيك عن نفقات هذا الغزو وتجاوزت تريليون دولار في الوقت الذي كنا فيه كشعب نعاني من وطأة تلك الحرب وانعكاساتها السلبية على أوضاعنا المعيشية، وعندما اتضحت دوافع اعتراف دولتنا بشكل علني بأن غزو قواتنا للعراق خطأ فادح كنا قد خسرنا أي أمل من كسب تأييد دولي لصفوفنا وما قمنا به على غرار خسارتنا ثقة شعبنا ليضاهي بذلك التأثير الانعكاسي الذي حمله احتلالنا للعراق إذ تمخض عن تلك العملية تعزيز مكانة إيران الدولة الجاره للعراق وأخيراً يقول بيرنز أدت الممارسات اللاأخلاقية التي قامت بها القوات الأميركية في كل من سجن أبو غريب و معتقل غوانتانامو إلى تدمير سمعة الولايات المتحدة وبشكل مستمر في صفوف بليون مواطن مسلم في أنحاء العالم.‏

ويختم بيرنز مقالاته بالقول: هناك درسان يمكن استخلاصهما من حرب العراق وأفغانستان الدرس الأول يتمثل في أن الحرب على كل من العراق وأفغانستان أدت إلى تقييد حرياتنا كقوات أميركية لمدة عشرة أعوام وشلتها وصرفت انتباهنا عن تحدٍ كبير تواجهه الولايات المتحدة ألا وهو التحدي الصيني.‏

الدرس الثاني وتتلخص حسبما قال بيرنز: إنه رغم وجود ضرورة في بعض الأحيان لاستخدام القوة بشكل وحشي في المناطق التي تندلع فيها أعمال عنف في أنحاء العالم إلا أن تلك الممارسات اللاأخلاقية أدت إلى عكس النتائج المرجوة في العراق لذا يتوجب أن تعود الولايات المتحدة لممارسة سياسة خارجية أكثر ذكاءً وحنكة على اعتبار أننا نسعى لخداع أعدائنا كذلك علينا الصمود أمام أعدائنا لمدة أطول من خلال الدبلوماسية الهادئة بدلاً من الإفراط في استخدام قوة السلاح.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية