|
ترجمة و قد وضع الباحث الصحفي الروسي نيكولاي ستاريكوف كتابا تناول دور قناصة مجهولين في زعزعة استقرار دول كانت الولايات المتحدة و حلفاؤها يهدفون الى تغيير أنظمتها.وبهدف منح خلفية لفهم الحرب الخفية الحالية ضد الشعب السوري، وردت في مقال سابق بعض الأمثلة التاريخية عن بلدان مثل رومانيا، روسيا، فنزويلا وتايلاند و قيرغيزستان أما المقالة التالية فإنها تتحدث عن كل من تونس ومصر وليبيا: تونس 2011: في السادس عشر من كانون الثاني 2011، ذكرت CNN بأن «عصابات مسلحة» كانت تقاتل قوات الأمن التونسية. و الكثير من الجرائم التي ارتكبت خلال الانتفاضة التونسية كانت على يد «قناصة مجهولين». و يوجد أيضا فيلم فيديو نشر على الانترنت و يظهر اعتقال أشخاص سويديين من قبل قوات الأمن التونسية.و كان من الواضح أن أولئك الرجال يحملون بنادق قناصة. و قد بثت محطة Russia Today هذه الصور الدراماتيكية. و رغم المقالات التي كتبها البروفيسور ميشيل تشوسودوفسكي و ويليام اينغداهل و آخرون ، و التي تظهر كيف أن الانتفاضات في شمال إفريقيا كانت خاضعة لنماذج الانقلابات التي تدعمها أميركا أكثر من كونها ثورات شعبية حقيقية، استمرت أحزاب الجناح اليساري و المنظمات بتصديق شكل الأحداث الذي قدمته لهم الجزيرة وإعلام التيار الرئيسي . و لو أن اليسار أخذ أفكار اليسار من كتاب لينين القديم لكان فهم الأمر كما يلي: ان مجريات الأحداث في ثورة كانون الثاني/شباط تظهر بوضوح بأن السفارات الأميركية و الفرنسية والبريطانية و عملاءها و المرتبطين بها قاموا بشكل مباشر، و بالتعاون مع مجموعة من الضباط و المسؤولين التونسيين، بتنظيم خطة لاسقاط بن علي. فالغرب لم يدرك أنه من الضروي، في بعض الأوقات، أن تقوم الامبريالية بإسقاط عملائها. و بشعاراتهم الثورية وإصرارهم المتعجرف على اعتبار الأحداث في تونس ومصر عفوية و انتفاضات شعبية، ارتكب اليساريون ما أسماه لينين أخطر آثام الثورة و هو إحلال المثاليات مكان الملموسات. و بكلمة أخرى و ببساطة انخدعت مجموعات الجناح اليساري بالكلام السفسطائي عن أحداث الربيع العربي المدعوم من قبل الغرب. و لهذا السبب تم خلال الانتفاضة التونسية إغفال عنف المتظاهرين والاستخدام الواسع لقناصة ربما يرتبطون باستخبارات غربية . و استخدمت التقنيات ذاتها في ليبيا بعد عدة أسابيع، ما أرغم اليسار على التراجع و تعديل حماسه الأولي للربيع العربي المدعوم من الCIA و عندما نتحدث عن اليسار هنا فإننا نشير إلى أحزاب الجناح اليساري الأصيلة ، أي تلك التي دعمت الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية الشعبية العظمى في كفاحها الطويل و الشجاع ضد الامبريالية الغربية، و لا نعني تلك البورجوازيات الصغيرة التافهة المغفلة التي دعمت إرهابيي بنغازي المدعومين من الناتو. فالبلاهة الصارخة لهذا الموقف أمر يجب أن يكون واضحا بجلاء لكل انسان يفهم السياسات العالمية والصراع الطبقي. مصر2011: في العشرين من تشرين الأول 2011، نشرت صحيفة Telegraph مقالا بعنوان «مات أشقاؤنا لأجل مصر أفضل» . و ورد في الصحيفة ان مينا دانييل ، و هو ناشط معاد للحكومة في القاهرة، قد أصيب في صدره بجرح قاتل بسبب نيران قناصة مجهولين. و لكن و بشكل غير قابل للتفسير، لم تعد المقالة متوفرة على موقع الصحيفة على شبكة الانترنت. غير أنك ان بحثت عبر موقع google على (Egypt, unknown snipers, Telegraph) ستجد بوضوح التفسير لموت مينا دانييل. إذن، من عساهم يكونون أولئك القناصة المجهولون؟؟؟ في السادس من شباط ذكرت الجزيرة أن الصحفي المصري ، أحمد محمود، أصيب بنيران القناصة مع محاولاته تغطية الاشتباكات بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين. و إشارة إلى التصريح الذي أدلت به ايناس عبد العليم، زوجة محمود، عملت الجزيرة على دس معلومة أن محمود ربما قتل من قبل قوات الأمن المصرية فقالت: (ذكرت عبد العليم أن العديد من شهود العيان أخبروها بأن نقيباً بزي الشرطة يعمل لصالح قوات الأمن المركزي المصرية سيئة السمعة كان يصرخ في وجه زوجها لكي يتوقف عن التصوير، و قبل أن يقوم محمد بأي ردة فعل أطلق قناص النار عليه). و بينما قامت الجزيرة على تعزير نظرية أن القناصين يعملون لصالح حكومة مبارك ، لايزال دور أولئك القناصين في الانتفاضة لغزا. و محطات تلفزيون الجزيرة ، و مقرها قطر و المملوكة من قبل الأمير حمد بن خليفة الثاني، قد لعبت دورا أساسيا في إثارة الاحتجاجات في تونس و مصر قبل شن حملة بروبوغاندا كاملة من أجل دعم حرب الناتو و الكذب خلال تدمير ليبيا. لقد كانت المحطة القطرية لاعبا أساسيا في الحرب السرية الخفية التي يشنها الناتو و عملاؤه ضد الجمهورية العربية السورية وكذب الجزيرة المستمر ضد ليبيا و سورية أسفر عن استقالة العديد من الصحفيين البارزين مثل مدير مكتب بيروت غسان بن جدو و المدير التنفيذي وضاح خنفر الذي اجبر على الاستقالة بعدما كشفت وثائق ويكيليكس تعاونه مع وكالة الاستخبارات المركزية. قتل الكثيرون خلال الثورة المصرية المدعومة من الولايات المتحدة. ورغم أن القتل قد نسب إلى عميل أميركا السابق حسني مبارك، فإن تورط الاستخبارات الغربية أمر لا يمكن استثناؤه. و يجب الاشارة الى أن دور القناصة المجهولين في المظاهرات الجماهيرية لا يزال معقدا و له عدة أوجه لذا يجب عدم القفز مباشرة الى الاستنتاجات.و يبقى السؤال من كان أولئك القناصة في مصر و أي هدف كانوا يخدمون؟؟؟ ليبيا2011: خلال عملية زعزعة استقرار ليبيا ،بثت الجزيرة شريط فيديو يهدف إلى عرض المتظاهرين السلميين(المؤيدين للديمقراطية) و هم يصابون بنيران (قوات القذافي). لقد تم تعديل الفيديو لاقناع المشاهدين بأن متظاهرين معادين للقذافي قتلوا من قبل قوات الأمن. و لكن نسخة غير منقحة من الفيديو متوفرة على موقع Youtube تظهر بوضوح أن المتظاهرين كانوا مؤيدين للقذافي يحملون الأعلام الخضراء و قد أصيبوا بنيران قناصة مجهولين. و القيام بنسب جرائم ارتكبها الناتو إلى قوات أمن الجماهيرية الليبية كان السمة المستمرة للحرب الإعلامية الوحشية التي شنت ضد الشعب الليبي. صحفي ايرلندي مقيم في باريس |
|