|
|
ثقافة وبدأ دسوقي المحاضرة بتوضيح أهمية الموسيقا وخاصة التدوين الموسيقي الذي يحتاج إلى درجة عالية من الرفاهية والحضارة والرقي. واشارت نيفين حديدي في تقريرها الذي نشرته سانا الى ان المحاضر استعرض خلال ساعتين تقريبا عددا من اللوحات الفنية لأسماء هامة في عالم الفن التشكيلي بأوروبا كرينوار وبيكاسو ومانيه وفان غوغ وديبوسي وغوستاف ومايكل أنجلو وغيرهم الكثير موضحا تطور الرسم عبر العصور واختلاف منطقية اللوحة تدريجيا لتختزل الأشكال إلى شبه الأشكال كما هي في الواقع يرافقها تغير في منطقية المؤلفات الموسيقية لعظماء الموسيقيين الذين كانوا يواكبون أيضا تطورات المجتمع ويتفاعلون مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وحاول المحاضر المقابلة بين موضوعات بعض اللوحات والمقطوعات الموسيقية التي عزف بعضها خصيصا لوصف لوحات فنية كلوحة «بعد الظهيرة» لفان غوغ ومقطوعة «بعد الظهيرة» عند إله الريف لديبوسي ولوحة «الحلم» لبيكاسو ومقطوعة «حلم» لغوستاف مالر ولوحة «انطباع الصباح» لمانيه ومقطوعة «مزاج الصباح» لادوارد غريك وغيرها. أما نقاط الاختلاف والالتقاء بين الفن التشكيلي والموسيقا فلفت دسوقي إلى أهمها وهي اتجاه الموسيقا للأذن وتحرك الزمن فيها وحاجتها إلى مترجم عازف لنقلها للمستمع بينما الفن التشكيلي يتجه للعين ويجمد لحظة بكل تفاصيلها وجمالها. من جهة ثانية رأى دسوقي أن الفنين يتقابلان من حيث العناصر فالشخصية في اللوحة الفنية تمثل اللحن في الموسيقا والإيقاع في الأخيرة يقابله ضربات وحركة الريشة في الرسم وأخيرا فالطابع الصوتي في الموسيقا يقابله الألوان وتنوعها في الفن التشكيلي كما يقابل المساحات الصافية الكبيرة باللوحة البيضاء أو مساحات لونية بلا ريشة الايقاع البسيط الهادئ في المقطوعة الموسيقية. ونوّه المحاضر بإسهامات بيكاسو الفنان الإسباني في التجديد والإضافة إلى الفن التشكيلي وخاصة بالمدرسة التكعيبية /التكعيبي التحليلي والتركيبي/ لافتا إلى المراحل الثلاثة التي مر فيها بيكاسو خلال تجربته الفنية وهي الزرقاء حيث شخوصه نحيلة وبائسة وحزينة، والمرحلة الوردية المتميزة بأشخاص ممتلئين، وأخيرا المرحلة الزنجية وتتمثل برسم الأفارقة. |
|
