تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قصيدتان

رسم بالكلمات
الاثنين 9-1-2012
حسن عدنان قداح

(قِسْمَة ُ عَدْل ٍ)

على عينيَّ يكتبكِ الفؤادُ‏

ويمحو ما تصوّرهُ العبادُ‏

فأنتِ بصيرة ٌخُلقتْ لتبقى‏

إلى أبدٍ إذا أفنى ُتعادُ‏

أخطـُّ خيالَ وجهكِ في عيوني‏

بجمرٍ كان يلفظهُ الرمادُ‏

أخيطُ بخيطِ سَهْوٍ كلَّ جفن ٍ‏

وأغفو كي يكبّلكِ الرقادُ‏

أخافُ إذا صحوتُ بأنْ تطيري‏

كوهم الحلـْم بدّدهُ سهادُ‏

رموشي قد غدَتْ قضبانَ سجن ٍ‏

وصورتكِ السجينة ُوالرشادُ‏

فحظكِ من بياض العين يبقى‏

وحظي صار يكسوهُ السوادُ‏

مناصفة ً من الحَوَر ِاقتسمنا‏

ألا أين الغنيمة ُ والمرادُ؟!‏

بَخُلـْتِ بقسمةِ العينين قصداً‏

وقد ألغى عدالـَتكِ العنادُ‏

فأعطي قِسْمَة َ الشفتين عدلاً‏

لكي يحيا بقبلتنا الودادُ‏

خذي العليا وسفلى أعطنيها‏

فأنتِ كريمة ٌ وأنا جوادُ‏

( نبيُّ العشق )‏

يا أيّها العشاقُ أنبئكمْ‏

وأنا النبيُّ لمعشر العشاق ِ‏

أنتمْ رياءُ الحسِّ أصدقكمْ‏

يمشي إلى وعد الهوى بنفاق ِ‏

النرجسيّة ُ لذة ٌ فتكتْ‏

بالجذر والأغصان والأوراق ِ‏

كلٌّ يريدُ من الغرام شذا‏

فإذا تأخّرَ هزّهُ بطلاق ِ‏

يشكو ويبكي دونما سَبَبٍ‏

ويقولُ: إنّ الدمعَ في الأشواق ِ‏

وَيْحيْ ألمْ يكن الحبيبُ لكمْ ؟!‏

حتى أضعتمْ جذوة َ الإشراق ِ‏

أفلتموهُ حماقة ً...عَتَبَاً‏

وهو الأسيرُ يُسرُّ بالإطلاق ِ‏

ليس الحبيبُ بصادقٍ أبداً‏

ونفاقكمْ أهدى الردى للباقي‏

كلٌّ شدا أنّ اللذيذ لهُ‏

وهو العطاءُ محطـّمُ الأعناق ِ‏

هذا يريدُ الحبَّ مسكنهُ‏

حتى سَرَى كاللصِّ في الأنفاق ِ‏

هذا يريدُ الحبَّ ملبسهُ‏

حتى يُرى بملابس الإقلاق ِ‏

فالعيبُ في العشاق مُـْذ عشقوا‏

أمّا الهوى فهديّة ُ الخلاّق ِ‏

فهي المصيبة في الأنا سكنتْ‏

واستأثرتْ بمفاصل الأخلاق ِ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية