|
مجتمع فوجدت مشاهد من اقسى ما يمكن أن يراها إنسان ،فهممت بأولادي بعيدا عن هذه الشاشة الدامية،سألني صغيري هكذا يحقق المرء مطلب الحرية،تركت ولدي وأنا عاجزة عن الجواب،لأن البكاء كان هو الطريق الوحيد للتعبير في تلك اللحظة،وقد استحضرني في تلك اللحظة تعريف للمفكر جون باينز للإنسان المسلوب الإرادة،حيث عرف عملية السلب بأنها إجراء يقوم على تحويل وعي الناس لكي تجعل من نفسها نقيضا لكل مبدأ أنساني،وقد شعرت أنني قد أصبحت على قناعة تامة أن الإعلام المضلل العميل قد نجح في صناعة مجموعة من الناس لم تكن بالمستوى الحضاري والأخلاقي ،بل بعيدة كل البعد عن الانتماء الوطني ،فقد فتش العملاء عن أقل الناس عدلا«وأكثرهم ظلما»،وأقلهم استقامة واشدهم انحرافا ووظفهم مشبعا”نهمهم للمال والشهرة،فظهروا في ساحاتنا بطريقة شوهاء،فمن منا يتصور أن يأتي الغول فيلبس ثياب بابا نويل،ويدعي أنه يحمل في كيسه هدايا المحبة،ألا ترون معي أن هؤلاء الذين طالبوا بالعدالة يتصرفون باشد أنواع الظلم والجور،وأن الذي خرج يلتمس المساواة ترك شوارع دمشق ترسم سنتها الجديدة بالدم الأحمر،هل نحن أمام بدائية جديدة،أم أننا أمام دمى تسللت عبر حياتنا تحركها المحطات الفضائية وتضع لها شعورها الخادع بالقوة أو الأحلام الكاذبة،بتحويل البلاد إلى أشلاء تحاكي أشلاء قتلانا التي كتبت لهم صفحات جديدة في تاريخهم الاجرامي،لماذا يريد الغرب في مجتمعاتنا التي نامت وهي تحلم بالتنمية والتطور والتحضر،أن يتحول حلمها في الصباح إلى واقع مؤلم،فالتفرح كل القنوات والمحطات التي تقدم لنا نماذج بشرية تلوك أجساد شبابنا وبناتنا وأطفالنا وشيوخنا. فلتفرح تلك الوجوه التي تعمل يوميا”من أجل سلب الإنسان العربي وجوده وإرادته ووعيه،وتحوله الى انسان مسلوب الهوى والاحساس الوطني،يتحرك بإرادة أعداء الوطن. هاهو ربيع الشؤم يهبط في حي الميدان في دمشق فيمزق الأجساد ويثكل الأمهات وييتم الأبناء،هو ربيع أعمى بلا وعي،ربيع ليس به شيء من الخضرة جعل عنوانه الدم وإلحاق الأذى بالوطن،لكن السوريين بوطنيتهم وتاريخهم العريق في الثبات والصمود سيكتبون للتاريخ صفحة جديدة في إحباط المؤامرات وصناعة الانتصارات،وإن غدا لناظره قريب. |
|