تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من تلدغه الأفعى يخشى من الحبل...لهذه الأسباب يبدي السوريون قلقهم من المراقبين العرب

مجتمع
الاثنين 9-1-2012
غانم محمد

من حقّ الآخر أن يستغرب توجّس وخوف الشارع السوري من خلاصة عمل لجنة المراقبين العرب، هذا القلق الذي بدأ قبل أن يبدأ فريق المراقبين عمله في سورية،

ويعتقد البعض أن السوريين قد فقدوا كلّ ثقة بالآخرين، وبالتالي فهم لا يرجون منهم أي خير ولا ينتظرون تقريرهم لأن المكتوب واضح من عنوانه كما يقال في أحاديثنا الدارجة، والوعود التي يطلقها أعضاء فريق المراقبين بين الحين والآخر بالتزام الصدق والموضوعية وأنهم أقسموا اليمين على ذلك لم تكن كافية لزرع الثقة بهم من قبل السوريين الذين نسمع آراءهم في الشارع أو عبر الفضائيات يومياً..‏

لن نستبقّ الأمور، ونتمنى على الجميع أن يفعلوا ذلك وأن ينتظروا ما سيخرج به تقريرهم النهائي ومن ثمّ يحكم الجميع على صدقه من عدمه وعلى حرصهم على الدم السوري أم تآمرهم عليه..‏

كتبنا أكثر من مرّة تحت عنوان (السوريون المطعونون بحراب الأخوة) ونقلنا تساؤلاتهم عن الذنب الذي اقترفوه حتى يعاملوا بهذه القسوة وبهذه الوحشية، وربما السؤال ذاته هو الذي يبرر قلقنا من نتائج عمل لجنة المراقبين العرب التي وفرت لها الحكومة السورية والجهات الأخرى كل وسائل النجاح في عملها وننتظر منها أن تكون حيادية وغير مسيّسة وتنقل الحقائق كما هي دون الانحياز لأي طرف..‏

لا نريد من مراقبي الجامعة العربية أن يجاملوا (السلطة) ولا أن يلغوا الصوت الآخر بل ينقلوا المشهد كاملاً دون تحيّز ودون تأثر بأي ضغط خارجي هدفه تسييس التقرير النهائي بشكل يكمل المؤامرة على سورية..‏

ولأن الشيء بالشيء يُذكر، ففي مطلع الصيف الماضي كانت تنتظرنا عدة استحقاقات كروية متمثلة بمشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في تصفيات كأس العالم ومشاركة منتخبنا الأولمبي في تصفيات أولمبياد لندن 2012 وكما هو معلوم في المنافسات الرياضية فإن المباريات تقام ذهاباً وإياباً على أرض الفرق والمنتخبات المتنافسة كأن نلعب مع اليابان في اليابان ثمّ تردّ لنا الزيارة لتلعب معنا في سورية وهكذا لكن أصابع المؤامرة الخارجية على سورية امتدت إلى الرياضة السورية أيضاً وأصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قراراً يمنع بموجبه منتخباتنا من اللعب على أرضها بحجة عدم توفّر الأمن ومع احتجاج الجهات الرياضية في سورية على هذا القرار قرر (فيفا) إرسال لجنة تقصّي حقائق إلى سورية وفعلاً حضرت هذه اللجنة في مطلع الصيف وزارت سورية واطلعت على الأوضاع والتقينا هذه اللجنة وكان انطباعها إيجابياً وأكثر من جيد وقال لنا أعضاؤها :إنه لا يوجد أي مبرر أو أي سبب لمنع اللعب على الملاعب السورية وأكد أعضاء الوفد في حينها أنهم سينقلون انطباعاتهم إلى الفيفا لإنصاف سورية في حقها اللعب على أرضها وبعد /24/ ساعة فقط عاد الفيفا ليؤكد حرمان سورية من باللعب على أرضها وما زالت حتى الآن ممنوعة من اللعب على أرضها وقد اتخذت من ملاعب الأردن الشقيق بديلاً للملاعب السورية الأمر الذي أكد لنا كمراقبين رياضيين أن التقرير كان مكتوباً قبل زيارة الوفد وإن القرار لن يتغيّر مهما كانت الوقائع...‏

هذه الواقعة من شأنها أن تزيد قلقنا وتوجّسنا من تقرير لجنة المراقبين العرب والتي كلفتنا وستكلفنا الكثير وقد تكون سبباً لتأجيج الوضع من جديد...‏

لسنا متشائمين، ولكننا نراقب بقلق وكلّنا ثقة أن الحلّ في سورية لن يكون إلا سورياً ولكن (بحصة تسند جرّة) ونأمل من الأشقاء العرب ألا ينسوا زمرة دمهم أو مفردات لغتهم..‏

سورية بخير، وستبقى كذلك لأن الزنود السمر التي نذرت نبضها لها هي القول الفصل، ولأن أطفالنا لم يرموا كتبهم أو يخلعوا مراويلهم ولأن العصافير ما زالت تتزاوج على قارعة الطريق والضوء يدخل كلّ الحارات..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية