تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


واقع آثار إدلب .. قلة بالكادر المتخصص والحراس.. والاكتشافات بالمصادفة

الاثنين 9-1-2012
حسن أسعد

يطلق السياح والمختصون في الآثار من دارسين وباحثين و عاملين في بعثات التنقيب على محافظة إدلب صفة المتحف الطبيعي وذلك لكثرة المواقع والأوابد الأثرية التي تعود لعهود حضارية متعددة ولانتشارها الجغرافي الواسع بين الجبال والهضاب والسهول

وهي برأي المهتمين إحدى أغنى محافظات القطر بالمواقع الأثرية والأوابد الحضارية وبحسب الأرقام الإحصائية الصادرة عن دائرة آثار المحافظة فإن عدد المواقع الأثرية تتجاوز الـ 600 موقع ويؤكد المختصون أن هذه المواقع أكثر من ذلك بكثير وخصوصاً أن هناك العديد منها غير مسجل حتى الآن.‏

وما يكسب آثار المحافظة مكانة مميزة وفريدة وأهمية استثنائية تنوع العصور والحقب الحضارية التي تعود إليها وللسنوات الأولى لهذه الحضارات المختلفة من رومانية ويونانية وإسلامية.‏

وهذه الثروة لو أحسن استغلالها لشكلت مصدر دخل ورزق لمعظم أبناء المحافظة وبانتظار ذلك فما واقع الآثار في المحافظة؟‏

واللافت أن معظم الخدمات الأساسية والضرورية من كهرباء وماء ومقاعد وغرف خدمات عامة وتأمين متطلبات السياح الضرورية غير متوافرة وحتى تلك التي يقدمها القطاع الخاص من أماكن إقامة وتسوق وترفيه هي أيضاً غائبة وذلك بسبب الروتين.‏

ومن الأمثلة على قلة الاهتمام بالمواقع الأثرية فإن كنيسة قلب لوزة التي تعتبر أقدم وأهم كنائس الشرق بحاجة إلى سور وإلى أبواب ونوافذ تمنع العبث ،وتحد من تأثير العوامل الطبيعية في جدرانها وبالانتقال إلى آثار البارة التي تشكل واحدة من أكبر وأهم المدن المنسية في شمال سورية فإن الاهتمام يكاد يكون معدوماً ماعدا الموقع الذي تم اختياره ليسجل على لائحة التراث العالمي حيث الخدمات التي أشرنا لها سابقاً غير موجودة وما يشير إلى الإهمال وقلة العناية أن يد الاهتمام لم تمتد لهذه المواقع منذ زمن بعيد حيث أشجار السنديان والبطم والسماق البري التي راحت تنمو داخل هذه المواقع وعلى جدرانها تحجب الكثير من معالمها وتشكل تهديداً لسلامتها نتيجة ما تحدثه هذه الأشجار من فجوات وانزياح في الجدران الهيكلية.‏

وواقع الآثار في هذين الموقعين مثال لواقع بقية الأوابد والمواقع الأثرية في المحافظة.‏

وقد حدد العاملون في حقل الآثار في المحافظة جملة من المصاعب والتحديات التي تواجه تطوير الواقع الأثري في المحافظة.‏

- الكادر العلمي المناط به عمليات مسح الآثار وتسجيلها والتنقيب عنها والمختصين بأعمال الترميم وهنا نشير إلى أن الكثير من المواقع لم تطلها إلى يومنا هذا عمليات التنقيب ولم يسجل حالة ترميم تذكر لموقع أثري إلا حالات الترميم لبعض اللقى الأثرية وهي محدودة.‏

- قلة التمويل المالي وحتى الموازنة الخاصة لاتغطي النفقات.‏

ونشير في النهاية إلى الأمثلة الكثيرة منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن فإن اكتشافات المواطنين لم تتوقف وتعد بالعشرات من لوحات فسيفسائية وكهوف ومغاور منقوش على جدرانها الرسوم وبداخلها التماثيل بالإضافة إلى اللقى الفخارية والجرار أو أدوات الزينة التي توجد في المقابر المكتشفة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية