|
آدم بينما نجد أن غالبية النساء يقفن من المغامرة موقفاً يغلب عليه التعقل والحكمة والحزم وضبط النفس.
ورغم ذلك فإن حب المغامرة ليس تعميماً لكل الرجال.. فكثيرون من أبناء آدم لا يحبون المغامرة أبداً, ولم يقوموا بمغامرة واحدة في حياتهم, ربما لأنهم ليسوا مضطرين لفعل ذلك, أو لضعف فيهم أو لأسباب أخرى لا نعرفها, عدم الرغبة في المغامرة عند النساء والميل للتعقل والحذر ليست سمة مطلقة لكل بنات حواء إذ نسمع أحياناً عن مغامرات - وإن كانت قليلة ولا إرادية - قامت بها نساء وحدهن, وأذهلن الرجال الذين قد لا يجرؤون على خوض مغامراتهن تلك. والمغامرة تختلف من رجل لآخر وهنا يحدثنا بعضهم عنها السيد حسان قال: حين أذهب وعائلتي إلى البحر من أجل السباحة.. وقضاء أوقات جميلة وممتعة.. فإنني أشعر بالرغبة تدفعني للسباحة بعيداً عن الشاطىء.. حيث أبتعد مئات الأمتار باتجاه الأماكن العميقة... ودائماً كانت تصرخ زوجتي وابنتي وتبكيان خوفاً علي من الغرق, بينما أشعر أنا بالسعادة أولاً لأنني أركب الأمواج الكبيرة.. وأغامر بالسباحة في الأعماق, وثانياً لأنني أشعر بمدى محبة عائلتي لي وخوفها على حياتي. أما السيد جميل فيقول: إن الناس في قريتي هذه وخاصة الرجال منهم يتعجبون كيف أغامر بحياتي, وأستطيع أن أدخل يدي في جحر الأفعى, وأمسكها من ذيلها وألوح بها وأقتلها, وهم يقولون لي إن هذه مغامرة, لكنني لا أعتبر ذلك مغامرة, بل مجرد شجاعة وقوة قلب. وهناك قصص عديدة كلها تؤكد الرغبة في المغامرة عند الرجل لكن السؤال المطروح بعد هذا كله: ما أسباب هذه الرغبة في المجازفة بالحياة التي لا أغلى ولا أعز? بحسب علم النفس فإن أسباب ذلك تأتي من كون الرجال عموماً ينتابهم القلق بشأن مسألة شجاعتهم ورجولتهم وقوتهم, إذ يحاول الرجل دائماً أن يكون الفائز الأول في أي منافسة. والرجل يجد لذة كبيرة في اختبار قدرته وقوته, وذلك يمنحه الإحساس بتأكيد الذات, وهو إحساس لا يهتم فقط بالفوز لمرة واحدة. بل بالفوز دائماً,ومواجهة الخطر تؤكد للرجل اللذة بالتحدي, بينما لا نجد المرأة تشعر بالرغبة في المغامرة, بل هي تشعر بالضيق والضجر والانزعاج ليس فقط لأن الرجل يلقي بنفسه دائماً في مواجهة الخطر,ولكن أيضاً لأن روح الرجل تمتلىء بالسرور أثناء مواجهة أي مغامرة مثيرة وخطيرة. فهل أنت أيها الرجل ممن يحبون المغامرة أم أنك لست مضطراً لفعل ذلك? |
|