|
شؤون ثقا فية عطاءات ضمن مسيرة علمية مجتمعية ففي ندوة الثورة الاسلامية والنخب الثقافية وهو الحفل التكريمي السنوي الذي اعتادت السفارة الايرانية ومستشاريتها ا لثقافية في دمشق ان تقدر من خلاله بعض رجال الفكر والعلم والسياسة في سورية في الرابع من شباط نجد انفسنا امام نخبة ممن اثمرت ابحاراتهم في تعميق وتثمين العلاقات الثقافية والمعرفية السورية الايرانية. هؤلاء هم الدكتور ياسر حورية عضو القيادة القطرية ورئيس مكتب التعليم العالي في سورية والدكتور خلف الجراد مدير مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع والدكتور الشيخ نبيل الحلباوي امام مسجد السيدة رقية (ع) واستاذ جامعي وحوزوي. تم التكريم بحضور السيد محسن بلال وزير الاعلام والسيد محمد حسين اختري السفير الايراني في سورية واعضاء من القيادة القطرية وامناء الحزب ورؤساء الجامعات السورية وعمداء الكليات ومسؤولي الاتحادات الطلابية ورئيس اتحاد الكتاب العرب واعضائه ورئيس اتحاد الصحفيين ومحرري الصحف. وفي كلمة ا لافتتاح قال السيد محمد حسين اختري: اجتمعنا اليوم لنكرم العلم والعلماء ولنكرم رجال الثقافة على حسب فهمنا وتعاملنا مع هؤلاء النخب ولا يعني ذلك ان غير هؤلاء ليسوا من ا لاعزاء والنخب وموضوع التكريم هو موضوع انساني عقلاني منطقي شرعي لا يكون من دون الفحص والاختبار مع العلم انه الى يومنا هذا لم نصل الى تمام العلم وكماله بل ما وصل اليه العلماء وما وصلت اليه العلوم لا يشكل الا حرفين من الاحرف ال 27 للعلم فهناك مجهولات كثيرة على الانسان وقال: ان المؤامرات التي حيكت سابقا وتحاك اليوم على هذه الامة ما هي الا لمنع خطوتها وتقدمها في كافة المجالات لكننا نبشر بأن ايران وصلت مؤخرا الى اكتشافات علمية استطاعت في بحوثها ودراستها ان تصل الى مقدرة ايقاف مرض الايدز. محطات مع النخب المكرمة ومن كلمات المكرمين قال الدكتور ياسر حورية عضو قيادة قطرية ورئيس مكتب التعليم العالي في سورية وكان عميد الكلية البعث من عام 2000 حتى 2005 واميناً لشعبة البعث وهو من مواليد حمص 1948 يحمل اجازة في الكيمياء التطبيقية: نحن نقدر هذا التقليد السنوي الذي يعزز العلاقة بين المثقفين في البلدين وتاريخ الانسانية ملحمة للصراع ومن هنا لا يستطيع الغرب ومن معه ان ينفي انه مدين للحضارة العربية والاسلامية وعلماء هذه الحضارة فيما وصلوا اليه من علم وما امتلكوه من قوة الا ان هناك فرقاً كبيراً بين حضارة القوة وقوة الحضارة ذات المضمون الانساني. وأضاف حورية: زرت ايران مرتين تمكنت من خلالهما الاطلاع على الجامعات التي يزيد عددها على 160 جامعة ورأيت ذلك التطور الكبير في البحث العلمي الذي نشرت منه مجلات عالمية اكثر من 1500 بحث ولاحظت ان سورية تحظى بتقدير كبير من الشعب الايراني مشيرا الى الهجمة الكبيرة التي تشنها اسرائيل وامريكا على المنطقة بهدف تفتيت البنى الفكرية والعلمية ليسهل عليها استقدام المزيد من مشاريع التفرقة والفتن تحت شعارات جديدة تحمل في خلفيتها خدمة الأهداف الإسرائيلية وإلحاق الدول بصراعات هامشية تحرق الشعوب ولذلك فإن التعاون والتكاتف هو واجب وطني ضد مقولتهم التي يستخدمونها ( الفوضى الخلاقة) والتي هي بالنسبة لنا ( الفوضى الهدامة). والمحطة الثانية في هذا التكريم كانت مع الدكتور خلف الجراد والذي يشغل حاليا منصب مدير مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر وكان قبلها رئيس تحريرصحيفة تشرين باحثاً متفرغاً في جامعة دمشق وهو دكتور في الفلسفة منذ عام 1980 وعضو اتحاد الكتاب العرب وعضو اتحاد الصحفيين لديه العديد من المؤلفات والاطروحات. وقال الجراد: اتشرف ان اكون واحداً من الاشخاص المكرمين مع العلم ان هناك العشرات الذين يستحقون التقدير ووجودنا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة والعشرين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران جزء من نجاح هذه الثورة لأن أشد الاسلحة فتكا هو ما يتمثل بالتضخيم الاعلامي الذي تقوم به بعض وسائل الاعلام في المنطقة لبث مزيد من الفتن والتفرقة في الامة الاسلامية والتي هي مكونة من عشرات الشعوب والقوميات ولكن الذي يجمعنا هو كلمة التوحيد وهذه الحقيقة يجب ان تدفعنا ألا نخطئ بحق شعوبنا واولادنا ووطننا ولا بد لأبناء المنطقة من التصدي المشترك للظلم والقهر الاستعماري ومن معرفة العدو الحقيقي من الصديق فمشكلاتنا في القراءة الخاطئة اضافة الى الخلط بين الدين والسياسة ولذلك نحن ندعو الى خلق مؤسسات وجمعيات مشتركة لتوسيع المحادثات والحوارات واعتقد ان الحوار الايراني الاسلامي هام على الصعيد الاقليمي. وأضاف الجراد اكثر ما يؤلمني : ظاهرة الشحن المذهبي التي تقف خلفها ملايين الدولارات وعلينا البحث عن نقاط الالتقاء الثقافي والعلمي والفكري لكي يتحد المسلمون اليوم اكثر ولكي نسهم كأصحاب قيم وقلم يجب ان تكون مواقفنا واضحة واقلامنا جريئة لرد هذا الطاغوت بمجمله في كل تحليلاتنا .. مشيراً الى العلاقات الاخوية والمشتركة بين ايران وسورية والمتطورة يوما بعد يوم . وفي محطته تحدث الدكتور الشيخ نبيل الحلباوي امام مسجد السيدة رقية(ع) و عن ( الاسلام والانسان) الامام الخميني نموذجا.. حيث قال من المؤسف ان يكون في تاريخ الفكر قوم يعتقدون انه لا يكون فكرهم تنويريا وصحيحا الا اذا قطعوا صلاتهم بالله الذي جعل أدوات المعرفة في الانسان عديدة ودعانا إلى استخدام كل طاقات العقل للبرهان والدلائل للاتصال بين الحقائق الكبرى مشيراً الى شخص الامام الخميني كفيلسوف وعالم وشاعر عرفاني والذي انطلق من خلال هذا الفهم في سياسته وثورته وقيادته فرفع شعار ( عناق الحوزة والجامعة) فجامعة الامام الصادق كان اسمها الجامعة الامريكية في طهران وتجدر الاشارة ان هذه الندوة ختمت اعمالها بقصيدة شعرية القاها الشيخ حلباوي تقديراً وتكريماً للامام الخميني ثم وزعت الاوسمة والهدايا على الشخصيات المكرمة. |
|