|
آراء حيث لا تدري حتى لو كانت هذه المساعدة عبر قصيدة شعر , أو لوحة في إطار , أو منحوتة في فراغ بهيّ , أو عبر أغنية عذبة , أو رواية تفتح لك أبواب الاحتمالات ..
ريم حبيب في روايتها (أكثر من امرأة) قدمت صوتاً روائياً جديداً وجاداً عبر عملها الذي يتقاطع فيه الشخصي مع العام ضمن حالة من البوح الوجداني المرصوف بأناقة ومتانة . امرأة استطاعت طرق أبواب المسكوت عنه , وكشف الغطاء عن المستور والموروث . هذا المؤلم الأنيق الذي تعانيه المرأة في حياتنا دون الارتكان إلى العويل والاستجداء والبكائية المجانية . ألمٌ تختص به الفارسات حصراً . إنه ألم المحاولة , والرغبة , والفشل . ألم الحب ورغبة الإبداع . ألم تكبيل الروح بأِنشوطة المفاهيم . ألم من أحب قسراً , وتزوج قسراً , وأنجب قسراً , وحلم قسراً . إنه ألم الحياة قسراً وجبراً . لقد استطاعت الكاتبة (ريم حبيب) أن تروي مكنونات جيلها , المليئات توقاً للحياة , الفاعلات حتى الرمق الأخير . لقد استطاعت أن تذهب إلى معادلة أخرى وهي أن تهدم وتحطم , لا أن تتصالح .. وهذا شكل من أشكال البناء , إنسانياً وثقافياً وحضارياً . أن تحطم ما هو هزيل , ومتداع , وفخور , لإعادة البناء بشكل صحي . عمل روائي متين من السرد واللغة مع بساطة عميقة لا إدعاء فيها واستعراض للملكات . إنه غوص لذيذ في جسم الألم . ( كانت تنبطح لساعاتٍ أمامي , وهي تلقمني مشاعرها , كل شيء كان مملاً إلى حد الضجر , كنت أريدها غامضة يلفها الضباب , فأحتاج إلى بوصلة لترشدني إلى متاهاتها , كنت أريدها أن تبتلعني دون سبب سوى أنها تريد ذلك , أن تداهمني فتغزوني حتى الاستسلام , كم تمنيت أن يأكل أحدنا الآخر فلا نترك إلا القليل من فتات أجسادنا لكي يعلم من سيبحث عنا بأن لأجسادنا مذاقاً طيباً , انظري إلينا كلينا , لم يتغير ولم ينقص منا شيء , وهذا دليل كافٍ على أن مذاقنا كان سيئاً ) . ريم حبيب .. شكراً لأنك مددت لنا يداً صادقة ندية , عبر نتاجك هذا . |
|