|
حدث و تعليق عبر التاريخ خاصة عندما يستعصي عليها اخضاع شعب ما او اسكات روح المقاومة بين ابنائه . السلاح نفسه تلجأ اليه اليوم الولايات المتحدة واسرائيل ومن يدور في فلكهما بعد ان لاحت نذر الفشل لمشاريعهما في المنطقة بسبب الممانعة التي تبديها بعض القوى في فلسطين لبنان والعراق التي تسندها دول قليلة ارتضت ان تدفع ثمن مواقفها حصارا وعزلا وعقوبات وتهديدات لا تنتهي. الماكينة الاعلامية الغربية التي تتغذى بين الفينة والاخرى بتصريحات سياسية مدروسة من داخل المنطقة وخارجها , تصور الوضع في العراق كصراع مذهبي .. والمفارقة ان (الوسيط) الوحيد تقريبا بين المتخاصمين المفترضين هنا , هو الاحتلال الاميركي الذي يطرح نفسه كضامن لسلامة العراقيين في وجه المتعصبين من ابناء الطائفتين . وفضلا عما يتردد بشأن ضلوع بعض الجهات الرسمية في بغداد في اعمال التطهير الطائفي التي تشير معطيات عديدة انها تجري على قدم وساق خاصة في العاصمة بغداد , فان الموقف العربي ليس احسن حالا, ولايزال في جله يكتفي بترديد التهويمات الاميركية بشأن الخطط الايرانية المزعومة للسيطرة على العراق, في حين من الثابت ان العراق الذي يقع منذ سنوات فريسة الاحتلال الخارجي , يتعرض اليوم وبسبب هذا الاحتلال لخطر داهم يمس وحدةترابه ووحدة شعبه ومستقبل كيانه بعد ان شرع الاحتلال الابواب لكل رياح الشر كي تهب عليه , بما في ذلك تسلل قوى ظلامية تطمس عن عمد اوجهل بين المقاومة المشروعة والمطلوبة للاحتلال الاجنبي, والعمليات المجنونة والارهابية التي تستهدف مدنيين ابرياء او اماكن عبادة . ويجب ان نشير هنا الى تقارير عديدة جديرة بالاهتمام اكدت ان عملاء للمخابرات الاسرائيلية يقفون وراءمثل هذه الاعتداءات بهدف النفخ في نار الفتنة الطائفية التي هي مصلحة اسرائيلية في المقام الاول. لاشك ان الفكر الطائفي والذي قد يتحول في اية لحظة الى عنف طائفي هو اعظم خطر يواجه العراق والبلاد العربية , بل هو اشد خطورة من العدوان الخارجي والاحتلال الاجنبي لان الاخير حتى لو الحق اضراراً وخسائر مادية , فانه يوحد الشعب ومصيره الى زوال طال الزمن ام قصر , اما الاحتراب الداخلي فهو مرض خبيث لايلبث ان يستشري في جسد الامة ليستعيد سريعا المحطات السوداء من التاريخ وللتبعه فتن وسفك للدماء لاتحمى مراراتها في وقت قصير. |
|