|
الافتتاحية ومرارة الألم تحضر حين يتحول هذا الشاهد إلى واقع يطرق أبوابهم المشرعة دائماً من عربي وصل في دوره وموقعه إلى حدود الابتذال الوقح والرخيص. هذه المرارة التي لامست جراحنا دائماً، كنا نصبر عليها.. نكابر في صوت الألم.. نحتمل ما عجز الآخرون حتى عن رؤيته.. لكنها هذه المرة جاءت ملطخة بهذا الحقد الدفين.. بذلك التورم غير المقنع.. وبهذه العجرفة المؤلمة. تستطيع قطر أن تذهب أبعد من ذلك.. وقد رمت أوراقها وكشفت عن كل مافي خباياها.. لم يعد هناك ما هو خارج التداول.. ويستطيع حمدها أن يسهب في شرحه وأن يذهب إلى حيث تغوص قدماه اليوم.. وإلى حيث تتلوث أصابعه بالدم السوري. بالغنا في صمتنا.. بالغنا في المهادنة.. وبالغنا أيضاً في التجاهل.. واليوم تنفتح الجراح دفعة واحدة.. سمعنا التطاول وصمتنا.. رأينا الوقاحة وسكتنا.. لمسنا التآمر ولذنا بالمواربة.. انسفك دمنا.. وأدرنا وجهنا. كل هذا كان صحيحاً.. كل هذا الوجع، ومع ذلك كنا نأمل أو نتأمل لحظة يعود فيها العقل.. أو يصحو معها الضمير.. لا ننكر أنّ مبالغتنا هذه فُسّرت على نحو خاطىء.. وقُرئت لدى المتآمرين على نحو مغلوط .. بل تم استغلالها بشكل بشع. لكن هذا لا يمنع أن نقول كلمتنا.. أن نجاهر في موقفنا.. في كلمة السوريين التي لا يريد أن يسمعها حمد وقد قيلت مراراً وتكراراً ، وموقفهم الذي عبروا عنه ولا يرغب في الأخذ به.. وهو واضح.. والسوريون رغم ما يكنونه للشعب القطري يقولون اليوم.. ماهكذا تورد الإبل .. وليس بهذا الشكل المريع .. حين بات حمد يحدد عداءاتكم وصداقاتكم.. وفقاً لأمر العمليات الأميركي وتبعاً للرغبة الاسرائيلية. لا ننكر أن الشعب السوري اتخذ قراره.. وكان واضحاً وصريحاً لا لبس فيه ولا غموض.. عبرت عنه الساحات السورية والملايين التي احتشدت وتحتشد في كل مناسبة لتؤكد أن قرارنا وطني ومستقل .. لا يقبل املاءات.. ولا يرضى إلا بمشروعه الإصلاحي ويرفض أي تدخل من أي جهة كانت، ومن أي مستوى جاءت، لأنه الأقدر على حل مشاكله، هكذا كان السوريون في الماضي.. وهم كذلك اليوم وسيبقون في المستقبل. لم يفوضوا أحداً في الماضي .. ولم يفوضوه اليوم.. ولا يقبلون أن ينطق أحد باسمهم بل يرون فيه تعدياً عليهم وتطاولاً فظاً غير مسموح به. كان موجعاً للسوريين أن يتنطح الكثيرون في هذا الزمن الغادر.. أن يتورم دورهم .. أن تتضخم أوهامهم .. أن تصل الأدوار الطارئة إلى هذا الحد من الغدر والخيانة. يستطيع وزير خارجية قطر أن يتبجح بدوره المشبوه.. وبتاريخه الأسود.. ورغبته في الذهاب بعيداً في إدارة أوراق المؤامرة.. لكنه لن يقدر أبداً على مسح ذاكرة السوريين ولن يقدر على قلب الحقائق مهما استقوى وتآمر.. وأيّاً تكن أوهامه كما تورماته هي حالة طارئة ستزول.. وحينها حتى عقارب الساعة سوف تعيد النظر في اتجاهها.. لأنّ التاريخ لن يرحم.. لا نحن ولا أولئك.. فلنقل كلمتنا ونمضي.. وهذا حق لنا كما هو واجب علينا. سورية التي تعاونت مع المراقبين في المبدأ كانت جادة وستبقى كذلك مادامت بعثتهم تقوم بدورها الحيادي وموضوعيتها ونزاهتها التي تخدم سورية والعرب ومادام رئيسها يلتزم بما هو وارد في البروتوكول ويحكم ضميره.. لأن لديه - كما البعثة - مهمة حقيقية لا بد أن تؤديها على الأرض وهي كشف حقيقة ما يجري والاشارة دون حرج الى أولئك المتربصين بأمننا.. بوجودنا.. بحياتنا.. إلى المسلحين والإرهابيين وقد كانوا شهوداً على تلك الأيدي الآثمة التي استهدفت السوريين في حياتهم.. وفي مؤسساتهم .. وفي معيشتهم. |
|