تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


انتقادات حول تشكيك البعض بعمل مراقبي الجامعة.. باحث روسي: قوى تسعى لإفشال مهمتهم.. «الجمهورية» المصرية: غير مبررة .. «الوطن» العمانية: كيل الاتهامات تحريضي

سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الاثنين 9-1-2012
رغم عدم انقضاء نصف المدة المتفق عليها لعمل بعثة المراقبين، وحصول هذه البعثة على معلومات وحقائق كثيرة تؤكد تعرض سورية لحملة كبيرة من الضغوط الدولية تنفيذاً للمؤامرة ضدها،

لا يزال بعض العرب مصراً على التشويش على عمل المراقبين لتحييدهم عن الهدف الذي جاؤوا من أجله والوقوف على حقيقة ما يجري من أحداث ومآس على الارض.‏

وفي هذا السياق اكدت اوساط اكاديمية عربية ودولية ان هناك قوى تسعى لعدم نجاح مهمة مراقبي الجامعة العربية في سورية وتشن تلك القوى حملة مضادة في محاولة لتوجيه عمل المراقبين الى وجهة معينة تريدها الاطراف المحرضة والمغرضة وبالتالي تجيير التقرير لمصلحتها ومصلحة الجهات التي عملت على التحريض والجيش لتحقيق مآربها.‏

فقد اكد نيكولاي تيخوسيروف عميد الاكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية انه ليس من قبيل الصدفة ان تتزامن التفجيرات الارهابية في دمشق وتتواصل مع بدء واستمرار تنفيذ مهمة مراقبي جامعة الدول العربية في سورية لافتا إلى ان هناك قوى تسعى لعدم نجاح مهمة هؤلاء المراقبين وعدم تنفيذ مهماتهم في سورية.‏

واشار الباحث الروسي في حديث لمراسل سانا في موسكو أمس إلى وجود قوى وجهات تقف ضد التوصل إلى تسوية سلمية في البلاد وقال ان الاعمال الارهابية في سورية ترمي بالدرجة الاولى إلى عدم التوصل لتسوية للوضع فيها وعرقلة حل القضايا القائمة.‏

واضاف الباحث الروسي ان روسيا تقف ضد التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسورية وضد ابداء دعم وتحريض للمعارضة السورية لأن ذلك يؤدي إلى تكرار التجربة الليبية في سورية وهذا ما ترفضه روسيا بكل قوة.‏

من جهته اكد محمد الفوال نائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصرية ان بعثة المراقبين العرب إلى سورية ورئيسها الفريق أول مصطفى الدابي تتعرض لضغوط وحملة تشويه غير مبررة بسبب تصريح وحيد أدلى به الدابي أكد فيه انه لا يوجد شيء مخيف بمدينة حمص وان الوضع هادئ فيها ولم ير الدبابات في شوارعها.‏

وقال الفوال في مقال أمس بعنوان حملة مضادة للمراقبين لقد قامت الدنيا على الدابي وعلي البعثة ولم تتوقف وأخذت اتجاها اخر في محاولة لتوجيه عملها إلى وجهة معينة تريدها الاطراف المحرضة والمغرضة وتؤججها الفضائيات المنحازة.‏

واشار الفوال إلى انه قام بزيارتين إلى سورية مؤخرا احداهما ضمن فريق دولي والثانية مع وفد صحفي زار خلالهما عدة مناطق ومدن مختلفة كانت حماة ودرعا من بينها حيث تدعي الفضائيات المنحازة انها ملتهبة ومتوترة وتشهد أعمال قتل واضطرابات على مدار الساعة وفوجئنا بأن الحياة فيها طبيعية لا مظاهرات ولا دماء تسيل ولا دبابات ولا مدرعات تنتشر فيها وهو نفس ما رآه الدابي.‏

واضاف الفوال أتمنى على كل من يغالط ويدعي ويروج لاكاذيب ان يذهب إلى هناك ثم يحكم على الوضع بنفسه ويقول ما يمليه عليه ضميره عندها سيصدقه الناس.‏

واكد الفوال ان البعض لا يريد أن يصدق ان المظاهرات السلمية تراجعت كثيرا بعد ارتكاب العناصر المسلحة أعمال قتل وخطف وترويع وسرقة لانهم لا يصدقون الا ما تردده العناصر المقيمة باستديوهات الفضائيات متسائلا اذا ما حدثت في بلادهم مثل هذه الاعمال المسلحة هل ستقف أجهزتهم الامنية وجيوشهم موقف المتفرج أم انها ستتصدى لها لحماية الشرعية والحفاظ على استقرار البلاد.‏

وقال الفوال اذا ما اثبتت تقارير البعثة ان الطرفين يمارسان العنف واجتمع وزراء الخارجية العرب وطلبوا وقفه فهل سيجدون قيادة سياسية تأمر العناصر المسلحة بالالتزام بأي اتفاق مضيفا أظن ويعتقد معي كثيرون انهم لن يجدوا أي جهة تستطيع أن تجبرهم على الانصياع لانها عناصر منفلتة لكل مجموعة منها أجندة خاصة بها لا علاقة لها بأي اصلاحات أو ديمقراطية.‏

وفي سياق متصل رأت صحيفة الوطن العمانية ان اطرافا في المعارضة السورية وتحديدا المرتبطة بالخارج لم تنفك عن حملة التشكيك في عمل مراقبي الجامعة العربية في سورية حيث طالب عدد من أولئك الذين يحظون بكرم الضيافة في الخارج بسحب المراقبين العرب الذين كانوا مطلبا أساسيا للمعارضة منحية طلب سحبهم إلى ما وصفته بفشل عملهم ومطالبة بتدخل الامم المتحدة ووضع ملف الازمة السورية بيد المنظمة الدولية.‏

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس تحت عنوان يجب عدم السماح بالتدخل الدولي في سورية ان كيل الاتهامات للجامعة العربية وبعثة مراقبيها هو حملة مضللة لا هدف من ورائها الا الضغط على المراقبين والتأثير عليهم واستباق نتائج اجتماع اللجنة الوزارية الذي كان مقرراً أمس.‏

واعتبرت الصحيفة ان المعارضة السورية تحاول ان تجير التقرير او على الاقل تضغط باتجاه ان تخرج نتائج مناقشة التقرير التمهيدي لمصلحتها ولتتفادى في الوقت ذاته ما يمكن ان يسبب لها حرجاً من تهويلها الازمة.‏

ولفتت الصحيفة إلى ان مجرد الاستعانة بخبرات الامم المتحدة أو تقنياتها على الارض السورية يعني أولا مقدمة لتدويل الازمة وثانيا لدق اسفين جديد بين الجامعة العربية وسورية من جهة وبين المجتمع الدولي ونعني به هنا روسيا والصين والهند والبرازيل وغيرها من الدول التي تقف على الحياد وسورية من جهة أخرى لذا لابد من اعطاء المراقبين الفرصة الكافية ومساعدتهم على انجاح مهمتهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية